Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
ولكن،<strong></strong> نظراً<strong></strong> للشوط الكبري الذي قطعته الدول األوروبية والواليات املتحدة يف جهودها الرامية إىل مترير وإدماج<br />
موضوع التغري املناخي يف قنوات التفاوض املختلفة ملنظمة التجارة العاملية وجعله أمراً<strong></strong> واقعاً،<strong></strong> فقد كان ال بد لدول<br />
مجلس التعاون التعامل مع هذا الواقع اضطراراً،<strong></strong> رغم أن القبول مببدأ التفاوض هنا ينطوي ضمناً<strong></strong> عىل اعرتاف<br />
رصيح بأحقية وتفويضية منظمة التجارة العاملية للدخول عىل خط موضوع التغري املناخي.<strong></strong><br />
ميزان القوى التفاويض داخل اللجان واألطر،<strong></strong> التي نجح الطرفان األورويب واألمرييك يف إنشائها،<strong></strong> مختل بشكل واضح<br />
لصالح الدول األوروبية والواليات املتحدة التي تتوفر عىل أطقم تفاوضية مؤهلة ومدربة ومكرسة خصيصاً<strong></strong> ملتابعة<br />
مواضيع التجارة والبيئة،<strong></strong> واآلن التجارة وتغري املناخ،<strong></strong> وهي دول تحرص أشد الحرص عىل التواجد القوي والدائم<br />
يف كافة اجتامعات هذه اللجان وفعالياتها الجانبية.<strong></strong> هذا باإلضافة إىل تأثري هذه الدول الواضح عىل بقية الدول<br />
األعضاء املنتمية إىل عضوية هذه اللجان،<strong></strong> حيث تتمتع الدول األوروبية والواليات املتحدة بسطوة املساعدات املالية<br />
والفنية عىل ممثيل هذه الدول النامية.<strong></strong><br />
4<br />
التحدي الذي يطرحه مثل هذا االرصار عىل إدراج مواضيع البيئة وتغري املناخ ضمن اختصاصات منظمة التجارة<br />
العاملية يتمثل يف املغزى الذي يحمله مثل هذا اإلرصار بالنسبة لتصنيف السلع مستقبالً<strong></strong> ومتييزها عىل أساس مدى<br />
صداقتها للبيئة من عدمها.<strong></strong> وهو أمر بارشت فيه املنظمة بالفعل،<strong></strong> وقد ينتهي اىل اعتبار النفط الخام واملنتجات<br />
النفطية،<strong></strong> سيام ذات القيمة املضافة العالية املوجهة للتصدير مثل الديزل والكريوسني ووقود الطائرات.<strong></strong><br />
هذا باإلضافة اىل ما ستحمله إعادة فتح ملفات تحرير مختلف قطاعات البرتول والخدمات البرتولية وفتحها تحت<br />
آلية <strong></strong>“النفاذ اىل األسواق”<strong></strong> access( )market و“املعاملة الوطنية”<strong></strong> treatment( )national أمام املنافسة األجنبية،<strong></strong><br />
خصوصاً<strong></strong> بعد أن أصبح لدى الدول األوروبية والواليات املتحدة متسع من الوقت – بعد إقرار اتفاق تغري املناخ<br />
يف باريس – إلعادة بعث وتنشيط مسارات التفاوض يف منظمة التجارة العاملية،<strong></strong> بهدف كسب املزيد من حصة<br />
االسواق لصادراتها السلعية والخدمية،<strong></strong> والستثامراتها املبارشة وغري املبارشة.<strong></strong><br />
186<br />
وقد يكون لدى منظمة األقطار املصدرة للنفط <strong></strong>“أوبك من اإلمكانيات ومن األسباب ما يدعوها لتشكيل فرق<br />
تفاوض إسنادية متخصصة يف أعامل اللجان املختلفة يف املنظمة،<strong></strong> خصوصاً<strong></strong> املوضوعات املتصلة بالطاقة،<strong></strong> ومن ضمنها<br />
مواضيع البيئة والتغري املناخي،<strong></strong> وذلك عىل النحو الذي تفعله الواليات املتحدة األمريكية واالتحاد األورويب،<strong></strong> اللذان