You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
وقد برزت يف الكويت يف السنوات األخرية آثار ظاهرة التغريّ<strong></strong> يف رشائح املجتمع الكويتي واملؤسسات املدنيّة،<strong></strong> والتي<br />
كان لها تأثري ملحوظ عىل الحراك السيايس والدميقراطية يف الكويت،<strong></strong> باإلضافة إىل بروز العوامل االقتصادية وترابطها<br />
مع ظاهرة االضطراب السيايس بني الحكومة واملجلس.<strong></strong> نرصد يف هذه الورقة التغريات االجتامعية واالقتصادية<br />
والسياسية خالل السنوات املاضية مع االطالع عىل بعض جذور تلك القضايا.<strong></strong><br />
2<br />
التغريات املجتمعية<br />
كام يشري خلدون النقيب،<strong></strong> اعتاد النظام السيايس يف الكويت عىل التعامل مع املجتمع الكويتي عىل أساس مبدأ<br />
التضامنيات،<strong></strong> بحيث ينظر اىل املجتمع عىل أساس أنه حزمة من الجامعات املجتمعية املختلفة،<strong></strong> املتمثلة يف <strong></strong>“البدو”،<strong></strong><br />
و”الحرض”،<strong></strong> و”الشيعة”،<strong></strong> و”السنة”،<strong></strong> إلخ.،<strong></strong> تقرتب وتبتعد عالقتها مع النظام بناء عىل املعطيات يف كل فرتة.<strong></strong><br />
أصبح التغريّ<strong></strong> االسرتاتيجي يف التحالفات القامئة بني النظام الحاكم وباقي القوى يف املجتمع جليّاً<strong></strong> يف العقد األول من<br />
هذا القرن،<strong></strong> خصوصاً<strong></strong> مع تشكيل ما يسمى ب”املجموعة القبليّة”<strong></strong> لنسبة أكرب من السكّان،<strong></strong> بحيث تحولت إىل رشيحة<br />
ذات مطالب سياسيّة تتجاوز الرؤى والطموحات التي كانت تنسب تقليدياً<strong></strong> إىل هذه الفئة،<strong></strong> وأصبحت أكرث مناداة<br />
بالتغريات السياسية والدستوريّة من السابق.<strong></strong> كرست هذه الظاهرة،<strong></strong> وما أنتجته من حراك سيايس ومن قيادات<br />
سياسيّة،<strong></strong> الصورة النمطيّة والتقليديّة للواقع السيايس <strong></strong>“القبيل”<strong></strong> كورقة محسومة لصالح النظام،<strong></strong> وانتقالها بضخامتها<br />
وكثافتها العدديّة إىل خانة جديدة أقل ما يقال عنها انها أقرب إىل املعارضة يف مجملها،<strong></strong> وبعضها ميثل قيادة جديدة<br />
ملعارضة جديدة بدأت تكرس املفهوم التاريخي لوضعها السيايس.<strong></strong><br />
يف مقابل هذا التغري من ناحية <strong></strong>“القبائل”،<strong></strong> برزت يف السنوات األخرية تغريّ<strong></strong> ات عىل مستوى الحراك السيايس<br />
املحسوب عىل التيارات الشيعية.<strong></strong> فقد كانت هذه القوى السياسية يف السنوات 2015-2010 أكرث قرباً<strong></strong> من النظام<br />
من الفرتة التي سبقتها،<strong></strong> حيث أيّدت الحكومة يف كثري من سياساتها الداخليّة،<strong></strong> مبا فيها مرسوم تعديل نظام االنتخاب<br />
والوقوف بجانبها يف استجوابات مجلس األمة.<strong></strong> كام مل تقاطع التيارات السياسية الشيعية االنتخابات بعد تعديل<br />
نظام االنتخابات يف 2012، والتي قاطعتها معظم التيّارات األخرى،<strong></strong> دون أن تحول تلك املواقف دون معارضتهم<br />
للنظام يف بعض سياساته الخارجيّة.<strong></strong><br />
33