You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
الحايل ألربعة من دول املجلس،<strong></strong> إالّ<strong></strong> أن السناريوهات التي توقعتها الوكالة سابقاً<strong></strong> مل تكن دقيقة.<strong></strong> فبعد أزمة انهيار<br />
األسعار يف 1986، توقعت الوكالة أن يستعيد سعر النفط كامل قيمته قبل األزمة يف عام 1995، إالّ<strong></strong> أنه استعاد<br />
50% فقط من قيمته السابقة يف 443 1980، ومل تعد أسعار النفط لكرس حاجز 30 دوالر للربميل إالّ<strong></strong> مع بداية<br />
األلفية الثالثة.<strong></strong><br />
من هنا ندرك أن االكتفاء باملراهنة عىل عودة أسعار النفط الذي تتوقعه أوبك،<strong></strong> ومتويل العجز حتى تعود األسعار،<strong></strong><br />
ال يجب أن يكون بأي حال من األحوال األسلوب الوحيد يف التعامل مع األزمة الراهنة.<strong></strong> ويبقى الخوف الرئييس من<br />
تفاقم اآلثار السلبية لحالة الرصاع عىل الحصص بني النفط التقليدي،<strong></strong> خصوصاً<strong></strong> وأن العالقات السائدة بينها تبدو يف<br />
أسوأ حاالتها.<strong></strong> ويف حال انفراط اإلنتاج مرة أخرى نتيجة حرب األسعار،<strong></strong> فستكون عواقبه عىل الدول املنتجة وخيمة،<strong></strong><br />
وأعظم مام كانت عليه يف الثامنينات.<strong></strong> فاآلثار التي خلقتها حقبة رواج أسعار النفط عىل الدول املنتجة سلبية 3<br />
جداً<strong></strong> ويصعب تعويضها.<strong></strong> ويكمن هذا التحدي خصوصاً<strong></strong> يف ظل ارتفاع معدالت التوظيف يف القطاع العام،<strong></strong> حيث ال<br />
تزال العاملة املواطنة ترتكّز بأكرث من 70% يف القطاع العام يف أربعة من دول مجلس التعاون.<strong></strong> 444 واستمرار هذه<br />
السياسية غري مستدام حتى يف حال عودة أسعار النفط إىل كرس حاجز 100 دوالر للربميل،<strong></strong> حيث من املتوقّع أن<br />
يتضاعف الداخلني إىل سوق العمل مع حلول عام 445 2030، ما يعني تضاعف نفقات دول مجلس التعاون.<strong></strong><br />
الخالصة أن أسعار النفط غري معروف مستقبلها،<strong></strong> ومن هنا أصبح لزاماً<strong></strong> عىل دول الخليج مراجعة سياساتها<br />
االقتصادية،<strong></strong> واالستعامل األمثل لتلك الفوائض يف دعم عملية االنتقال من اقتصاد ريعي يعتمد عىل النفط إىل<br />
اقتصاد منتج.<strong></strong> فقد كان النمو املطرد يف اإلنفاق العام خالل العرشة سنوات املاضية مصحوباً<strong></strong> بتبعات سلبية،<strong></strong> وقد<br />
كشفت األزمة الحالية مدى خطورة السياسة السابقة.<strong></strong> ولعل انخفاض أسعار النفط من جديد يعطي فرصة لدول<br />
الخليج إلعادة النظر يف سياساتها املالية،<strong></strong> ككبح منو النفقات واالعتامد شبه مطلق عىل أسعار النفط.<strong></strong><br />
خامتة<br />
واجهت دول الخليج تبعات انهيار أسعار النفط يف منتصف الثامنينات،<strong></strong> حني اعتمدت عىل النفط بشكل مطلق،<strong></strong><br />
ما أدى إىل عواقب اقتصادية بعد االنخفاض يف أسعار النفط.<strong></strong> ومن املتوقّع من أي إدارة مرت بتلك التجربة أن<br />
The Energy Information Administration, “Annual Energy Outlook”, 1986 http://goo.gl/ry8Wue 443<br />
444 <strong></strong>“الخلل السكاين:<strong></strong> مقدمة”،<strong></strong> يف عمر الشهايب <strong></strong>)محرر(،<strong></strong> الخليج 2013: <strong>الثابت</strong> واملتحول،<strong></strong> مصدر سابق،<strong></strong> 172<br />
https://www.gulfpolicies.com/media/files/Khaleej_2013_Grand_Research_Final.pdf<br />
445 محمد الدورسي”االستدامة االقتصادية يف دول مجلس التعاون”<strong></strong> ، مصدر سابق،<strong></strong> https://www.gulfpolicies.com/attachments/article/2167/GCCS2015.pdf 93<br />
145