Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
العديد من املجاالت قبل هذا الفصل بني الجنسني،<strong></strong> والذي مل يتحقق إال مع تزايد إيرادات النفط ومقدرة الدول<br />
عىل بناء مساحات مخصصة للمرأة يف املرافق العامة.<strong></strong> 515 ولذلك فإنه من املستغرب أن نجد أشخاصاً<strong></strong> ما زالوا<br />
يكررون مقولة أن عمل املرأة تاريخياً<strong></strong> أو ثقافيا أودينياً<strong></strong> يقترص عىل املهام داخل املنزل فقط.<strong></strong> وليس الهدف من هذه<br />
املقولة التقليل من أهمية عمل املرأة يف املنزل،<strong></strong> ولكن لتأكيد عىل وجود مجاالت ومساحات أخرى ميكن للمرأة أن<br />
تخوض غامرها إن هي اختارت ذلك،<strong></strong> وأن تلك الخيارات ليست بدخيلة عىل مجتمعاتنا كام يصورها البعض،<strong></strong> وال<br />
هي نتاج طفرات النفط أو التغريب أو غريه من التربيرات التي تفتقر إىل العمق التحلييل.<strong></strong> 516<br />
املرأة واألرسة<br />
باإلضافة إىل سن السياسات املتعلقة بقضايا عمل املرأة يف دول الخليج،<strong></strong> فهناك اهتامم متزايد يربط املرأة بقضايا األرسة<br />
واإلنجاب أيضاً.<strong></strong> وإن هذا االهتامم بسياسات األرسة واملرأة ليس بالغريب مع نشأة الدول الحديثة.<strong></strong> فتاريخياً،<strong></strong> نجد أن<br />
الدول خالل نشأتها تبدأ باالهتامم بقضايا اإلنجاب والعدد السكاين،<strong></strong> وهي قضايا محورية لبلورة صورة <strong></strong>“الجامعات<br />
املتخيلة”<strong></strong> التي تعد ركناً<strong></strong> أساسياً<strong></strong> لقيام الدول الحديثة.<strong></strong> 517 تقول لنا الباحثة أمرية سُ<strong></strong> نبل أن من أهم ما قًنن خالل نشأة<br />
الدول الحديثة يف العامل العريب يف ظل فرتة االستعامر هو قانون األحوال الشخصية،<strong></strong> والذي منح الرجل للمرة االوىل<br />
سلطة قانونية مل تكن موجودة سابقاً<strong></strong> يف سياق األرسة.<strong></strong> 518 ويف تلك املرحلة نجد أيضاً<strong></strong> رسم بُنية األرسة الحديثة،<strong></strong> وهي<br />
ما تسمى ب”األرسة النووية”،<strong></strong> التي يرتأسها األب ومن ثم األم و من ثم األبناء.<strong></strong> ويف هذه املرحلة التاريخية تتالىش<br />
الصالحيات التي كانت يف السابق عند رب/ربة األرسة املمتدة،<strong></strong> والتي مل تكن بالرضورة عىل منط األرسة النووية.<strong></strong><br />
5<br />
ويف املقابل،<strong></strong> انتقلت تلك السلطة إىل الفضاء العام،<strong></strong> وأصبحت من تخصص مؤسسات الدولة.<strong></strong> أحد أبسط األمثلة<br />
هي التنشئة.<strong></strong> فمع افتتاح املدارس النظامية،<strong></strong> مل تعد تنشئة األبناء يف يد األرسة كالسابق.<strong></strong> وبهذا أصبحت سياسات<br />
الدولة تتدخل يف أدق تفاصيل الحياة الخاصة،<strong></strong> حتى صفات الشخص الذي يسمح أو مينع املواطن من الزواج منه،<strong></strong><br />
وكأن هذه القضايا جزء من تخصص الدولة والفضاء العام.<strong></strong> يف الحالة القطرية مثالً،<strong></strong> نجد القانون األسايس لدولة<br />
قطر والدستور القطري يؤكد اضطالع الحكومة ب”حامية األرسة”،<strong></strong> بصفتها <strong></strong>“عامد املجتمع”.<strong></strong> وعىل مستوى دول<br />
.Sean Foley, 2010, The Arab Gulf States: Beyond oil and Islam. Boulder, CO: Lynne Rienner Publishers 515<br />
516 وبعض هذه املقوالت قد تكون متداولة عىل املواقع االسالمية التي تأخذ الآليات القرآنية كهذه اآلية <strong></strong>“وقرن يف بيوتكن”<strong></strong> <strong></strong>)األحزاب:<strong></strong> ٣٣( بشكل حريف.<strong></strong> ولكن يعتقد العديد ان هذه التغريات<br />
نتيجة <strong></strong>“التحديث القائم يف الدولة”<strong></strong> ايضاً<strong></strong> نتجية وضع الدولة سياسات متكني املرأة وحامية املجتمع من التحديث يف خانةً<strong></strong> واحده وكأن العالقة بني االثنني مستقرة .<br />
Gail Kligman, The Politics of Duplicity: Controlling Reproduction in Ceausescu’s Romania (California: Berkeley University of California Press, 1998), 5 517<br />
518 أمرية سنبل 2009، نشأة قانون األرسة:<strong></strong> أثر الرشيعة والعرف والقوانني االستعامرية عىل تطور قوانني األحوال الشخصية يف <strong></strong>“نريد املساواة والعدل يف األرسة املسلمة )168-193(” زينة<br />
215 أنور <strong></strong>)محرر(،.<strong></strong> أخوات يف اإلسالم،<strong></strong> ماليزيا.<strong></strong>