الثابت والمتحول ‎2016‎‏:‏

مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016
2
ختاماً‏
يبدو املشهد السيايس العامين بعد خمس سنوات من أحداث الربيع العريب،‏ للمراقب يف الداخل أو يف الخارج،‏
ساكناً،‏ مستقراً،‏ مُسَ‏ يطراً‏ عليه من قبل سلطة سياسية قوية،‏ قادرة عىل احتواء أي أزمة بحلم الحوار،‏ وسعة الفهم
الكافل لبقاء الوضع القائم،‏ بنظامه وشبكات مصالحه بأقل الخسائر،‏ بالرتغيب تارة،‏ متى ما توفر املال والجاه،‏
وبالرتهيب تارة أخرى،‏ إذا مل تجدي الطريقة األوىل.‏ رهان السلطة يف ذلك التحكم والسيطرة عىل أي قوى سياسية
قد تؤدي دوراً‏ له وزن وقيمة،‏ عن طريق االخرتاق الفعّال،‏ أمنياً‏ واجتامعياً‏ واقتصادياً‏ ودينياً‏ وإدخال تلك الجامعة
الطموحة أو ذاك الفرد املتطلع إىل حيّز سيطرتها من خالل النطاق العريض لشبكة مؤسساتها السياسية واإلدارية
املتعددة.‏
السؤال الجِدّي الذي يطرح نفسه هنا:‏ إىل أي مدى ستكون هذه الطريقة ناجعة،‏ وكافلة الستقرار مستدام؟ وهل
ستتغريّ‏ هذه الخلطة،‏ الفعّالة حالياً،‏ بعد مرحلة السلطان الحايل؟ هل سيصمد هذا النظام أمام تزايد حاالت
الالعدالة يف الدخل والتوظيف واملشاركة السياسية؟ وهل ستغنيه نجاحاته الدبلوماسية يف الخارج عن استحقاقات
اإلنسان يف الداخل؟
70