Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
يف ختام هذا القسم،<strong></strong> نود أن نؤكد مرة أخرى بأن الحاالت التاريخية السابقة تبني احتواء املفاهيم املستخدمة يف<br />
رسم السياسات اليوم عىل درجة عالية من املرونة والتعددية،<strong></strong> برغم استخدام هذه املفاهيم عادة وكأنها أُحادية<br />
وثابتة عرب الزمن،<strong></strong> أو حتى عرب الطبقات االقتصادية واالجتامعية.<strong></strong> فمن الواضح أن ال <strong></strong>“مكان املرأة”<strong></strong> ميكن تحديده<br />
بوضوح يف الفضاء العام أو الخاص،<strong></strong> وال حتى إن استندنا لحقبة تاريخية معينة.<strong></strong> فهناك عدة عوامل تتداخل،<strong></strong> بحيث<br />
يكون للنساء والرجال يف الفضاءات املتعددة أدوار مختلفة تتناسب مع واقعهم االجتامعي واالقتصادي.<strong></strong> وبذلك،<strong></strong><br />
فإن االستنتاج العام هو أن تصور األرسة بشكلها الحايل،<strong></strong> ودور املرأة النمطي يف املؤسسات االجتامعية،<strong></strong> مل يكن يف<br />
السابق محدداً<strong></strong> كام هو الحال عليه اليوم.<strong></strong> ويعترب تقنني هذه األدوار والعالقات وإعطائها رشعية قانونية أمراً<strong></strong> ليس<br />
بقديم،<strong></strong> بل أنه تىل قيام الدولة الحديثة.<strong></strong> ولذلك فهو ليس فوق النقد،<strong></strong> بل انه يحتاج إىل تطوير مستمر.<strong></strong><br />
اال ان لهذه التصورات النمطية لدور املرأة انعكاسات حقيقية عىل مستوى سياسات ورؤى الدولة.<strong></strong> كمثال،<strong></strong> فإن<br />
هذا التصور النمطي لألرسة،<strong></strong> ودور املرأة فيها،<strong></strong> يجعل من أي تغري يف نسب الطالق مصدر هلع عىل املستوى<br />
الرسمي وحتى املجتمعي.<strong></strong> وتكرث هذه النظرة خاصة يف ظل الفجوة بني عدد املواطنني والسكان األجانب،<strong></strong> أو ما<br />
يسمى بالخلل السكاين.<strong></strong> يف القسم التايل،<strong></strong> سنقوم بتفكيك بعض التصورات النمطية عن األرسة واملرأة،<strong></strong> وانعكاساتها<br />
عىل السياسات والقضايا التي تعتقد الدولة يف قطر أن عليها معالجتها،<strong></strong> كالطالق،<strong></strong> وانخفاض نسب اإلنجاب،<strong></strong> وتزايد<br />
العاملة األجنبية،<strong></strong> وتأثريها عىل الهوية والثقافة املحلية.<strong></strong><br />
5<br />
<strong></strong>“املرأة”<strong></strong> يف السياسات التنموية والسكانية:<strong></strong> الحالة القطرية<br />
ال شك بإن التغريات التي شهدتها دول مجلس التعاون يف العرص الحديث جرت برسعة هائلة،<strong></strong> لدرجة أن آثارها<br />
االجتامعية ما زالت صعبة الرصد.<strong></strong> ويف تقارير وسياسات الدولة يف قطر،<strong></strong> غالباً<strong></strong> ما نجد ضامنات لحامية املجتمع من<br />
التغريات التي قد تراها الدولة سلبية.<strong></strong> وقد تكون أحد أهم هذه التغريات هي تزايد أعداد العاملة الوافدة،<strong></strong> والتي<br />
وصفها وزير عمل أحد دول املجلس عىل انها باعتقاده <strong></strong>“أخطر من القنبلة النووية،<strong></strong> بل ومن أي هجوم إرسائييل”<strong></strong><br />
حسب اعتقاده.<strong></strong> 523<br />
217<br />
وتعد قضية الخلل السكاين أحد أهم محاور هذا اإلصدار السنوي،<strong></strong> والذي يتم وصفه بأنه <strong></strong>“يتأسس عىل مجتمع<br />
<strong></strong>ُيشكل فيه وافدون غري مواطنني نسبة عالية من سكان وقدرات املجتمع االقتصادية والثقافية واالجتامعية لفرتة<br />
523 سلامن الدورسي،<strong></strong> <strong></strong>“وزير خليجي ل”الرشق األوسط”:<strong></strong> العاملة الوافدة يف الخليج ستتجاوز 30 مليوناً”،<strong></strong> الرشق األوسط،<strong></strong> يناير http://archive.aawsat.com/details.asp?article=4 2008<br />
55845&issueno=10652#.VoQwCmQrLHg