You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
للحامية األمنية األمريكية،<strong></strong> إال أنها استمرت يف النمو والتطور بحيث تم توقيع العديد من االتفاقيات عىل مستوى<br />
الطريان والتجارة واالقتصاد والتعاون األمني والعسكري.<strong></strong> توج هذا التحسن يف العالقات إىل تبادل الزيارات عىل كافة<br />
املستويات،<strong></strong> منها زيارة رفسنجاين للسعودية،<strong></strong> ثم زيارة خامتي،<strong></strong> ثم زيارة وزير الداخلية السعودي األمري نايف إليران.<strong></strong><br />
واستمر هذا الهدوء يف العالقات حتى عام 2005، ومل يعكّر صفوه إال أحداث تفجريات الخرب عام 1996 التي<br />
اتهم حزب الله الحجاز بتنفيذها.<strong></strong> 464<br />
4<br />
األلفية:<strong></strong> تعاظم الرصاعات<br />
عىل الرغم من الهدوء الذي أعقب حرب الخليج،<strong></strong> إال أن التواجد العسكري األمرييك الذي أعقبه يف التسعينات،<strong></strong><br />
أدى إىل إشعال املنطقة يف العقد األول من األلفية.<strong></strong> يف الحادي عرش من سبتمرب من عام 2001 شنّ<strong></strong> تنظيم القاعدة<br />
هجامته الشهرية يف نيويورك وواشنطن.<strong></strong> إال أن النتيجة التي كانت تتأملها القاعدة من الهجامت مل تتحقق،<strong></strong> بل<br />
تحقق عكسها:<strong></strong> زيادة النفوذ األمرييك يف املنطقة واحتالل بلدين.<strong></strong> لن نتحدث هنا عن احتالل أفغانستان،<strong></strong> بل سنبدأ<br />
بالحديث عن احتالل العراق،<strong></strong> حيث مثّلت هذه الحادثة نقطة تحوّل اقليمية رئيسية يف ميزان القوى يف املنطقة،<strong></strong><br />
حيث منه نشأت ثالث تطورات رئيسية.<strong></strong> التطوّر األول هو أن احتالل العراق دمّر الدولة العراقية،<strong></strong> ممل جعلها<br />
تتحوّل إقليميا من العب رئييس يف الخليج إىل ميدان تتنافس عليه القوى اإلقليمية،<strong></strong> وأدى بالهوية الوطنية محليّا<br />
للتآكل واالضمحالل لصالح تسييس الهويّات الطائفية.<strong></strong><br />
أما التطوّر الثاين فهو أن االحتالل قاد لوصول الحركات الطائفية الشيعية إىل السلطة يف العراق،<strong></strong> التي انتهى تنافسها<br />
عىل السلطة بدفع األمريكان لنوري املاليك إىل الواجهة ليكون الشخص األقوى يف العراق.<strong></strong> تبنت هذه السلطة عدة<br />
سياسات قادت إلضعاف الحركات العربية السنية:<strong></strong> األوىل توظيف سياسة <strong></strong>“اجتثاث البعث”<strong></strong> من أجل إقصاء الساسة<br />
العراقيني واملهددين للسلطة الحاكمة.<strong></strong> والثانية،<strong></strong> توظيف سياسة <strong></strong>“الحرب عىل اإلرهاب”<strong></strong> لسجن واعتقال الكثري من<br />
الشباب.<strong></strong> هذه السياسات سيكون لها أكرب األثر يف نشوب املظاهرات يف املحافظات ذات األغلبية السنية بعد الربيع<br />
العريب،<strong></strong> ثم تحوّلها للعمل املسلح بعد قمعها،<strong></strong> مام مكّن لتنظيم الدولة اإلسالمية من ركوب املوجة والسيطرة عىل<br />
مساحات كبرية من العراق أهمها مدينة املوصل.<strong></strong> باإلضافة للسياسات الطائفية لهذه السلطة،<strong></strong> فإنها كانت متسامحة<br />
مع امليليشيات العراقية الشيعية التي إما كانت موجودة يف إيران ثم عادت بعد االحتالل <strong></strong>)كفيلق بدر(<strong></strong> أو تشكلت<br />
Abdollah Amiri, “Iran’s foreign policy towards Saudi Arabia, 1989-1997.” (2014). 464<br />
170