Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
4<br />
جذور األزمات الحالية،<strong></strong> فإننا سنكتفي بذكر نقاط عامة عن ما أضافه الربيع العريب عىل املنطقة.<strong></strong> ميكن القول أن<br />
هناك أربعة تأثريات رئيسية للربيع العريب عىل املنطقة:<strong></strong> األول،<strong></strong> أن الرصاع السعودي-اإليراين امتد ليشمل مناطق<br />
إضافية بعد تحوّل سوريا وليبيا واليمن إىل مساحات جديدة للرصاع.<strong></strong> الثاين،<strong></strong> أن الربيع العريب مثّل يف بدايته تعاظامً<strong></strong><br />
للدور القطري-الرتيك،<strong></strong> حيث استطاع حلفاء قطر من اإلسالميني من الوصول إىل السلطة يف كل من مرص وليبيا<br />
وتونس،<strong></strong> إال أن اإلمارات العربية املتحدة انضمت للسعودية يف لعب دور مضاد للدور القطري،<strong></strong> مام أدى بعكس<br />
هذه االنتصارات،<strong></strong> وذلك بدعم تغيري الحكم يف مرص من مريس إىل السييس،<strong></strong> وتحويل ليبيا إىل ساحة تنافس.<strong></strong> إال أن<br />
هذا الرصاع السعودي-القطري أخذ يف الهدوء بعد أن تم إضعاف اإلخوان املسلمني وتحالف املتصارعني ضد إيران.<strong></strong><br />
ثالثاً،<strong></strong> مثّل الربيع العريب رضبة قوية ضد املحور اإليراين-السوري.<strong></strong> فمن جهة،<strong></strong> تحولت سوريا من فاعل إقليمي إىل<br />
ساحة تنافس.<strong></strong> ومن جهة ثانية،<strong></strong> فقد هذا التحالف قسامً<strong></strong> كبرياً<strong></strong> من رشعيته بسبب الخسائر املتعاظمة يف األرواح يف<br />
سوريا.<strong></strong> باإلضافة لذلك،<strong></strong> فقد هذا التحالف عدداً<strong></strong> من حلفاؤه الرئيسيني <strong></strong>)قطر،<strong></strong> تركيا،<strong></strong> السودان،<strong></strong> حامس(.<strong></strong> أخرياً،<strong></strong> فتح<br />
الربيع العريب الباب أمام الحركات الجهادية لإلقرتاب أكرث من أي وقت مىض لتكوين كيان سيايس والسيطرة عىل<br />
األرض ولعب دور إقليمي مؤثر يف املنطقة،<strong></strong> مام دفع بكافة املتصارعني للعمل سوية <strong></strong>)وإن مل يكن معاً(<strong></strong> ضد هذا<br />
التهديد ومحاولة إنهائه.<strong></strong><br />
بعد هذا االستعراض الطويل لجذور األزمة التي تعيش فيها املنطقة،<strong></strong> أصبح من الالزم عىل الناشطني واملفكرين<br />
وصناع السياسات أن يفكروا جيدا بطريقة إليجاد سالم عادل ودائم بني دول الخليج العريب.<strong></strong> وأن مفاتيح الوصول<br />
ملثل هذا السالم مرهون بتخيل الدول الرئيسية يف هذه املناطق عن التفكري مبصالح النظام قصرية املدى عىل<br />
حساب الشعوب والدول واملنطقة،<strong></strong> بل التفكري بشكل بناء نحو بناء عالقات تعاونية مدعّمة بإقحام الشعوب<br />
باملشاركة يف اتخاد القرار ومؤسسة عىل شبكة عالقات اقتصادية تجعل من املمكن تحقيق سالم دائم يساهم يف<br />
حفظ مصالح شعوب املنطقة ورفاههم.<strong></strong> 471 كام أن من بني هذه املفاتيح رضورة تخيل تلك النخب عن التفسريات<br />
النمطية السائدة التي تختزل تعقيد املنطقة وديناميّة تفاعالتها الذي حاولت هذه الورقة توضيحه بشكل تفصييل.<strong></strong><br />
471 حوايل ٪5 من واردات وصادرات دول الخليج العريب هي من عالقاتها البينية مع دول املنطقة.<strong></strong> قرابة النصف هذه التجارة البينية هي بني ديب وإيران.<strong></strong><br />
Nader Habibi, “The impact of sanctions on Iran-GCC Economic Relations,” Middle East Brief, Brandeis University, 45 (2010): 1-12.<br />
176