Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
بالنسبة لدول مجلس التعاون،<strong></strong> فإن قطاع الطاقة ال زال يشكل املحرك األساس لدورتها االقتصادية،<strong></strong> مع استمرار<br />
اطمئنانها لحيازتها حوايل 57% من االحتياطيات العاملية املؤكدة من النفط واملقدرة بحوايل 133,3 مليار برميل،<strong></strong><br />
واضطالعها بحوايل 30% من االنتاج النفطي العاملي أو ما يقارب 24.5 مليون برميل يومياً.<strong></strong> لكن بقدر ما شكل<br />
النفط – وال يزال يشكل – عامد التنمية يف هذه الدول،<strong></strong> فإنه ميكن أن يكون سبباً<strong></strong> يف تعطل ماكيناتها بسبب االغراق<br />
يف استمرار االعتامد عليه لتحريك دواليبها االقتصادية كافة.<strong></strong> 473<br />
أوالً:<strong></strong> التحديات املحلية والنمو القيايس للطلب املحيل عىل استهالك الطاقة<br />
يشكل ارتفاع استهالك الطاقة يف دول مجلس التعاون تحدياً<strong></strong> لها يف الوقت الراهن،<strong></strong> وسيغدو عىل مدى السنوات<br />
العرش القادمة منذ تاريخ كتابة هذه السطور يف بداية 2016 أكرث التحديات تهديداً<strong></strong> ملكانتها االقتصادية ومقدرتها<br />
التنافسية العاملية،<strong></strong> يف ضوء املعدل املرتفع للغاية من طلبها املحيل عىل استهالك الطاقة.<strong></strong> يف أول تقرير بحثي تصدره<br />
مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية املستدامة،<strong></strong> مطلع نوفمرب 2015، والذي حمل عنوان <strong></strong>“عواقب<br />
النجاح أو الفشل:<strong></strong> قلب مسار توجهات استهالك الطاقة يف دول مجلس التعاون الخليجي”،<strong></strong> أكدت املؤسسة <strong></strong>“إنه<br />
4<br />
ينبغي عىل دول الخليج التصدي لالرتفاعات الحادة يف استهالكها املحيل من الطاقة،<strong></strong> وإال سيتعني عليها مواجهة<br />
خطر فقدان مواردها التصديرية الثمينة التي متثل نحو 90% من ايراداتها الحكومية”.<strong></strong> 474 بحسب التقرير،<strong></strong> فإن<br />
معدل استهالك دول الخليج العربية،<strong></strong> الذي كان يشكل أقل من 1% من الطلب العاملي عىل الطاقة يف عام 1973،<br />
ارتفع إىل 5% يف عام 2014، وهي التي ال تشكل سوى 0.5% من التعداد السكاين العاملي.<strong></strong> كام كان معدل النمو<br />
السنوي الستهالك الطاقة يف هذه الدول،<strong></strong> بحسب إحصائيات العقد املنرصم،<strong></strong> أرسع بنسبة الضعف من معدل منو<br />
االستهالك العاملي من الطاقة البالغ 2.5 باملائة”.<strong></strong> ذلك أنه وبحسب التقرير املذكور،<strong></strong> يف حني كان إجاميل استهالك<br />
منطقة الخليج من الطاقة يف عام 2001 قد بلغ 220 مليون طن مكافئ من النفط،<strong></strong> فقد تضاعف هذا االستهالك<br />
يف عام 2010، وأنه من املتوقع أن يتضاعف مرة أخرى يف عام 2020. وأشار التقرير اىل أن متوسط الطلب عىل<br />
الكهرباء بلغ 10% سنويا منذ عام 1973 قبل أن يرتاجع إىل 7% بني عامي 2000 و2010<strong></strong>،<strong></strong> علامً<strong></strong> بأن 60% من<br />
الطاقة الكهربائية يف دول التعاون يتم توليدها بواسطة محطات كهربائية تعمل بالغاز <strong></strong>)دولة قطر،<strong></strong> سلطنة عامن،<strong></strong><br />
دولة االمارات العربية املتحدة ومملكة البحرين تحديداً(،<strong></strong> و40% بواسطة محطات تعمل بالوقود السائل مثل<br />
النفط الخام والديزل وزيت الوقود الثقيل بالنسبة للدول األقل حظوة مبخزونات الغاز <strong></strong>)اململكة العربية السعودية<br />
473 لهب عطا عبدالوهاب،<strong></strong> <strong></strong>“دراسات يف الطاقة:<strong></strong> أمن االمدادات واملخاطر الجيوسياسية”،<strong></strong> مركز البحرين للدراسات االسرتاتيجية والدولية والطاقة )2012(، 23<br />
http://www.derasat.org.bh/wp-content/uploads/2015/03/ENERGY-BOOK-FINAL.pdf<br />
474 <strong></strong>“عواقب النجاح أو الفشل:<strong></strong> قلب مسار توجهات استهالك الطاقة يف دول مجلس التعاون الخليجي”،<strong></strong> مؤسسة عبدالله بن حمد العطية للطاقة والتنمية املستدامة <strong></strong>)نوفمرب 2015(،<br />
http://goo.gl/6pl618<br />
178