Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
ان االبقاء عىل هذا الدعم يف جميع بلدان العامل،<strong></strong> املتقدمة والنامية عىل حد سواء،<strong></strong> مرتبط بالحالة السياسية<br />
للحكومة املعنية،<strong></strong> وورقة انتخابية للمتنعمني مبزايا عضوية السلطات الترشيعية.<strong></strong> إذ لوال الخشية من ردود فعل<br />
الرأي العام،<strong></strong> ملا تطلب أمر ازالة الدعم كل هذا الجدل الواسع واملتجدد من جهة والفاقد إلرادة وآليات التطبيق<br />
من جهة أخرى.<strong></strong> وهو بالضبط ما يفرس الحل الذي اقرتحه صندوق النقد للتخلص من الدعم بصورة هادئة<br />
ومتدرجة متتد عىل خمس سنوات،<strong></strong> يراها مناسبة الستيعاب ردات الفعل الغاضبة لجمهور املستهلكني.<strong></strong><br />
وإذا كان باإلمكان استيعاب ردة فعل الجمهور،<strong></strong> <strong></strong>“بتجريعه”<strong></strong> مرارة إزالة الدعم بصورة متدرجة <strong></strong>)عىل مدى خمس<br />
سنوات(<strong></strong> كام يقرتح صندوق النقد،<strong></strong> فكيف سيتم التغلب عىل مصدر املقاومة الرئيس لهذا القرار،<strong></strong> وهو الرشكات<br />
النفطية الكربى ورشكات صناعة السيارات املرتبط مصريها بإنتاج وتسويق النفط،<strong></strong> والتي تشكل من أقوى لويب<br />
مصالح ذي نفوذ عىل السلطتني التنفيذية والرشيعية.<strong></strong><br />
4<br />
إن التحول من منط استهاليك طاقوي عايل الكلفة إىل منوذج طاقوي متقشف – إن جاز التعبري – يتطلب تغيري<br />
ثقافة االستهالك السائدة.<strong></strong> وهذا يتطلب توفري رشوط تتجاوز اآللية التقنية <strong></strong>)الزمنية(<strong></strong> التي اقرتحها صندوق النقد،<strong></strong><br />
وذلك بشهادة تراجع مجموعة العرشين )20-G( عن قرارها السابق القايض بالتخلص الكامل من دعم الوقود<br />
األحفوري بحلول عام 2020، ومتديد املوعد حتى عام 2030.<br />
182<br />
بعد إقرار االتفاقية الجديدة لتغري املناخ يف مؤمتر األطراف الحادي والعرشين يف باريس،<strong></strong> مل تعد مسألة التخلص<br />
من الدعم ترفاً<strong></strong> وإمنا مطلباً<strong></strong> إلزامياً،<strong></strong> ألنه من دون التخلص منها لن يكون بوسع الدول البرتولية األعضاء يف االتفاقية<br />
وضع أهداف تخفيف لالنبعاثات ورفع تقرير شفاف بشأنها كل خمس سنوات،<strong></strong> ذلك أن التخلص من الدعم،<strong></strong> ولو<br />
بصورة متدرجة،<strong></strong> سيكون الوسيلة املُثىل لتحقيق نتائج فعالة ورسيعة وكبرية يف خفض هذه االنبعاثات.<strong></strong><br />
مل تبلغ رضاوة الحملة املوجهة ضد الوقود األحفوري،<strong></strong> ال سيام النفط والفحم،<strong></strong> ذروتها بعد،<strong></strong> ومع ذلك فقد وضعتهام<br />
تحت مجهر االستهداف الرشس،<strong></strong> سواء يف أجهزة االعالم العاملية أو يف ترصيحات كبار مسؤويل الدول العظمى<br />
املستوردة للنفط،<strong></strong> أو تقارير املنظامت الدولية املتخصصة،<strong></strong> باعتبارهام تحديداً،<strong></strong> أي النفط والفحم،<strong></strong> املسؤولني<br />
الرئيسيني عن تعاظم االنبعاثات.<strong></strong> وهذا ما سترتتب عليه ضغوط هائلة لتهميشهام يف ميزان االستهالك العاملي من<br />
مصادر الطاقة املختلفة.<strong></strong>