الثابت والمتحول ‎2016‎‏:‏

مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016
ومن ثم مع حلفاء أمريكا بحد أدىن من التوازن والعدالة.‏ ولكن أصبحت اآلن العالقة غري متوازنة للغاية،‏ حيث أن
الدول الخليجية تهم أمريكا بشكل هاميش فقط،‏ مثالً‏ عن طريق اهتاممها بأمن إرسائيل،‏ أو باستقرار االقتصاد الصيني.‏
ويف نفس الوقت،‏ يف ظل التزايد يف التوترات اإلقليمية االقتصادية وغري االقتصادية،‏ ما زالت الدول الخليجية تسعى
لعالقة متينة تبادلية مع أمريكا،‏ وأصبح هذا هدفاً‏ من غري محتمل أن يتحقق.‏ وبالتايل اضطرت الدول الخليجية اآلن أن
تخصص مزيد من مواردها لالستخدامات الدفاعية واألمنية،‏ مام يقلل املوارد املتوفرة للتنمية االقتصادية.‏
3
4.4 ما هو اكرث ما يدعو للتفاؤل اقتصاديا يف املستقبل القريب واملتوسط؟
السعدون:‏ من الواضح أن اتساع االختالالت االقتصادية الهيكلية جعل التفاؤل أمراً‏ بعيد املنال.‏ وحتى منتصف
شهر مارس 2016، وأزمة سوق النفط ال زالت يف بداياتها،‏ تم خفض التصنيف االئتامين لثالث دول خليجية،‏
ووضعت أخرى عىل قامئة املراقبة.‏ ورغم ذلك،‏ يبقى التفاؤل محصوراً‏ يف احتامل أن تؤدي صدمة سوق النفط إىل
الوعي برضورة تبني مبدأ االستدامة القتصادات دول املنطقة،‏ وذلك يعني احتامالً،‏ ولو ضئيالً،‏ إلصالحات اقتصادية
ومالية جوهرية،‏ ليس ألنها خيار،‏ ولكن ألنه ال خيار غريها.‏
العبيديل:‏ التعاون بني الدول الخليجية،‏ والذي تطوّر مؤخراً‏ يف املجال العسكري باألساس ‏)يف إطار العمليات
املشرتكة يف اليمن(.‏ ولكنه ميثّل نقلة نوعية يف مستوى التعاون،‏ وقد ميهّد ملزيد من التعاون يف املجاالت األخرى،‏
ومنها املجال االقتصادي.‏ فهناك مكتسبات كامنة كبرية – تتعلق بالتعاون االقتصادي عىل الصعيد الخليجي – مل
تتحقَّق إىل اآلن،‏ بسبب اختالفات بينية حول الرؤى االقتصادية،‏ غري أنّ‏ معالجتها أقلّ‏ تعقيداً‏ مامّ‏ كان مطلوباً‏ يف
عملية عاصفة الحزم.‏ لذا من املتوقع أن يقرتب حلم التكامل االقتصادي الخليجي من التحقيق.‏
5.5 ما هو أكرث ما يدعو للقلق اقتصاديا يف املستقبل القريب واملتوسط؟
السعدون:‏ أكرث ما يدعو للقلق عىل املدى القريب إىل املتوسط هو عدم وعي اإلدارات العامة يف دول املنطقة
مبخاطر االنزالق التدريجي يف فخ أزمة اقتصادية طاحنة،‏ فهي حالياً‏ تدفع مثن انفالت سياساتها املالية عىل مدى
10 سنوات مضت بنمو نفقاتها منواً‏ سنوياً‏ مركباً‏ بحدود 15% للفرتة 2013-2003. مؤرشات القلق عىل املدى
القريب بدأت بتخفيض التصنيف االئتامين لثالث دول من ضمنها ووضع أخرى عىل قامئة املراقبة.‏ ومن مؤرشاته
150