You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
2.4 المستجدّ<strong></strong> ات السياسية في سلطنة عمان:<strong></strong><br />
تغيُّرٌ<strong></strong> في الداخل وتغايُرٌ<strong></strong> في الخارج<br />
سعيد سلطان الهاشمي<br />
2<br />
مدخل<br />
مل تكُن السنوات التي أعقبت العام 2011 يف عُامن،<strong></strong> سنوات متسارعة،<strong></strong> متشابكة،<strong></strong> كاشفة لواقع السياسة يف عُامن<br />
<strong></strong>)كفكرة وكمامرسة(<strong></strong> فحسب؛ بل كانت فرتة زمنية غاية يف التكثيف بتساؤالت الدولة واإلنسان وطبيعة العالقة<br />
بينهام،<strong></strong> بشكل علني وأكرث وضوحاً<strong></strong> من ذي قبل؛ سواء عىل املستوى الداخيل الساعي للتعبري عن ذاته بشكل<br />
مختلف،<strong></strong> أوعىل املستوى الخارجي العاكس للمثابرة من أجل نزع فتيل األزمات،<strong></strong> اإلقليمية منها والدولية.<strong></strong><br />
أضاءت االحتجاجات يف العام 2011 الكثري من أوجه الخلل البنيوي والهيكيل الذي تعانيه الدولة العامنية<br />
املعارصة يف املجمل،<strong></strong> وعىل أزمة السلطة السياسية املركزية فيها،<strong></strong> والرتاكامت املؤجلة لهذا الخلل منذ أربعة عقود.<strong></strong><br />
بيد أن السلطة مل تقم بأكرث من بعض املعالجات الرسيعة والسطحية،<strong></strong> مسكونةً<strong></strong> بامتصاص األعراض أكرث من حرصها<br />
عىل معالجة األمراض جذرياً.<strong></strong><br />
يحاول هذا التحليل رصد أهم مالمح التغريات السياسية يف عُامن داخلياً<strong></strong> وخارجياً<strong></strong> يف الفرتة )2015-2011(<br />
ملقاربة الفهم وطرح التساؤالت.<strong></strong><br />
الداخل:<strong></strong> هل تغريت معادلة املبادرة؟<br />
وجدت السلطة املركزية يف عُامن نفسها أمام وضع مختلف عام ألفته قبل العام 2011؛ وهو أنها مل تعُد متلك<br />
زمام املبادرة،<strong></strong> ولوحدها،<strong></strong> يف تحريك الشأن العام.<strong></strong> بل أصبحت يف مقام إدارة ردة الفعل أكرث مام هي يف مقام الفعل،<strong></strong><br />
تحاول تارة اإلقناع والتربير لترصفاتها عند مواجهة األزمات،<strong></strong> وتارة تقع يف فخ اللجوء إىل ذات الوسائل التقليدية<br />
لعالج أحداث غري تقليدية.<strong></strong> الالفت للمتابعة،<strong></strong> يف الشأن الداخيل،<strong></strong> استامتة السلطة املركزية يف إرجاع الوضع إىل ما<br />
كان عليه قبل عام 2011، وحرصها عىل السيطرة والتحكم بأي حراك عام ليك ال يخرج عن اإلطار الذي اعتادت<br />
عليه طوال العقود األربعة السالفة.<strong></strong><br />
55