You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
مركز الخليج لسياسات التنمية | جميع الحقوق محفوظه © 2016<br />
دولنا الحايل،<strong></strong> ال مجال لنجاح مفهوم اإلدارة الدامئة بالجينات،<strong></strong> ألنها ببساطة سوف تشرتي استمرارها بهدر كل فرص<br />
اإلصالح الذي بات يحتاج قدوة وتضحيات.<strong></strong> املبدأ الثالث واألخري،<strong></strong> وهو مرتبط باملبدأ األول واملبدأ الثاين،<strong></strong> فالتحول<br />
إىل مفهوم الدولة واإلدارة املؤقتة والكفؤة،<strong></strong> يعني رضورة اعتامد مفهوم االستدامة،<strong></strong> واالستدامة ببساطة تعني أن<br />
مهمة أي إدارة هي أن تسلم الدولة يف وضع أفضل مام استلمته من سابقتها،<strong></strong> أو أن ترحل.<strong></strong><br />
3<br />
العبيديل:<strong></strong> يعترب إصالح أنظمة الدعم من أهمّ<strong></strong> الخطوات التي ينبغي عىل أصحاب القرار اتخاذها خالل السنوات<br />
القادمة،<strong></strong> حيث إنّ<strong></strong> الدعم أصبح مكلفاً<strong></strong> للغاية للشعوب،<strong></strong> كام أنّ<strong></strong> أثره عىل مستوى املعيشة محدود.<strong></strong> ومن الظواهر<br />
غري املرغوب فيها - املرتبطة بالدعم - اإلرساف املفرط يف استهالك السلع املدعومة،<strong></strong> ومنها الوقود،<strong></strong> واملواد الغذائية،<strong></strong><br />
والطاقة،<strong></strong> واملياه.<strong></strong> فالثقافة العربية الخليجية مبنيّة عىل قدرة الفرد عىل تحمّل أصعب الظروف التي تفرضها عليه<br />
بيئته الصحراوية،<strong></strong> وعىل رأسها قلّة املوارد،<strong></strong> مامّ<strong></strong> يجعل ثقافة اإلرساف - التي ترسّ<strong></strong> خت مؤخراً<strong></strong> – مؤسفة،<strong></strong> وبعيدة عن<br />
طبيعتنا األصيلة.<strong></strong> ولتحقيق هذا الهدف بأرسع وقت،<strong></strong> ينبغي االستفادة من خربات الدول العديدة األخرى،<strong></strong> التي<br />
قامت بعملية إصالح أنظمة دعمها.<strong></strong> فهناك أمثلة ناجحة،<strong></strong> كإندونيسيا التي ألغت دعم الوقود يف نهاية عام 2014،<br />
واإلمارات يف عام 2015.<br />
ومن الخطوات األخرى املرغوب فيها،<strong></strong> تطوير آليات توطني التقنيات واملهارات األجنبية املتقدّمة،<strong></strong> التي يتميّز بها<br />
األجانب حينام يعملون يف الدول الخليجية.<strong></strong> وهذه سياسة متيزت سنغافورة بتطبيقها،<strong></strong> حيث أنّ<strong></strong> حكومتها صممت<br />
عىل وضع أقوى الكوادر السنغافورية تحت إرشاف العاملة الوافدة ذات املهارات الرفيعة،<strong></strong> وفرضت الحكومة عىل<br />
العاملة الوافدة تدريب وتأهيل الكوادر السنغافورية.<strong></strong> وحالياً<strong></strong> - رغم وجود الكوادر األجنبية املميزة العاملة يف دول<br />
مجلس التعاون - فإنّنا ال نستفيد منها االستفادة التامّة،<strong></strong> كام يجب،<strong></strong> ونعاملها كمهارات قابلة لإليجار،<strong></strong> ينتهي أثرها<br />
حينام تغادر الخليج،<strong></strong> وليس كوسيلة لتطوير شبابنا واالستثامر بهم يف املستقبل.<strong></strong><br />
وقد تكون أهمّ<strong></strong> خطوة ينبغي اتخاذها هي تفعيل خطّة التكامل االقتصادي الخليجي،<strong></strong> ألنّ<strong></strong> القوّة اإلجاملية لدى<br />
دول مجلس التعاون ملحوظة،<strong></strong> ولكن االستفادة منها لن تتحقّق إالّ<strong></strong> إذا تمّ<strong></strong> تشكيل اقتصاد موحّد متكامل،<strong></strong> وهذا ما<br />
مل يحدث بعد.<strong></strong> فعىل سبيل املثال مل تتفق - إىل اآلن - دول مجلس التعاون عىل تفاصيل مشاركة رسوم الجامرك،<strong></strong><br />
152