12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وصف الحالة التي شعر بها ابن طفيل<br />

ولقد حرك مني سؤالك خاطراً‏ شريفاً‏ أفضى بي - والحمد لله إلى مشاهدة<br />

حال لم أشهدها قبل وانتهى بي إلى مبلغ هو من الغرابة بحيث ال يصفه<br />

لسان وال يقوم به بيان ألنه من طور غير طورهما وعالم غير عالمهما.‏ غير<br />

أن تلك الحال لما لها من البهجة والسرور واللذة والحبور ))) ال يستطيع من<br />

وصل إليها وانتهى إلى حد من حدودها أن يكتم أمرها أو يخفي سرها،‏<br />

بل يعتريه من الطرب والنشاط والمرح واالنبساط ما يحمله على البوح بها<br />

مجملة دون تفصيل وإن كان ممن لم تحذقه العلوم قال فيها بغير تحصيل<br />

حتى إن بعضهم قال في هذه الحال ‏»سبحاني ما أعظم شاني ))) «. وقال<br />

غيره ‏»أنا الحق!«.‏ وقال غيره ‏»ليس في الثوب إال الله«.‏<br />

وأما الشيخ أبو حامد الغزالي ‏)رحمة الله عليه(‏ فقال متمثالً‏ عند وصوله<br />

إلى هذا الحال بهذا البيت:‏<br />

1- يريد بها احلالة التي يصل فيها العارف إلى اهلل وسنراها في آخر الكتاب.‏<br />

2- تنسب هذه ألبي يزيد البسطامي،‏ ومثلها قول احلالج ‏»ما في اجلبة إال اهلل«‏ وقوله:‏<br />

‏»أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا<br />

فإذا أبصرته أبصرتني وإذا أبصرتني أبصرتنا«‏<br />

وكلها:‏ ناشئة عن عقيدة وحدة الوجود.‏<br />

16

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!