12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أن يقيم عليه وال يتعرض لسواه حتى يلحقه ضعف يقطع به عن بعض<br />

األعمال التي تجب عليه في التشبه الثاني وهي التي يأتي ذكرها بعد<br />

هذا.‏<br />

فأما ما تدعو إليه الضرورة في بقاء الروح الحيواني مما يقيه من خارج<br />

فكان الخطب فيه عليه يسيراً‏ إذا كان مكتسياً‏ بالجلود وقد كان له مسكن<br />

يقيه مما يرد عليه من خارج فاكتفى بذلك ولم ير االشتغال به والتزم في<br />

غذائه القوانين التي رسمها لنفسه وهي التي تقدم شرحها.‏<br />

ثم أخذ في العمل الثاني وهو التشبه باألجسام السماوية واالقتداء بها<br />

والتقبل لصفاتها وتتبع أوصافها فانحصرت عنده في ثالثة أضرب:‏<br />

الضرب األول:‏<br />

أوصاف لها باإلضافة إلى ما تحتها من عالم الكون والفساد وهي ما<br />

تعطيه إياه من التسخين بالذات أو التبريد بالعرض واإلضاءة والتلطيف<br />

والتكثيف إلى سائر ما تفعل فيه من األمور التي بها يستعد لفيضان<br />

الصور الروحانية عليه من عند الفاعل الواجب الوجود.‏<br />

والضرب الثاني:‏<br />

أوصاف لها في ذاتها مثل كونها شفافة ونيرة وطاهرة منزهة عن الكدر<br />

وضروب الرجس ومتحركة باالستدارة بعضها على مركز نفسها وبعضها<br />

على مركز غيرها.‏<br />

والضرب الثالث:‏<br />

أوصاف لها باإلضافة إلى الموجود الواجب الوجود مثل كونها تشاهده<br />

مشاهدة دائمة وال تعرض عنه وتتشوق إليه وتتصرف بحكمه وتتسخر في<br />

76

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!