12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

صادرة عنه فكان يرى أنه ليس إال جسماً‏ من هذه األجسام فيظهر له بهذا<br />

التأمل أن األجسام كلها شيء واحد حيها وجمادها متحركها وساكنها إال<br />

أنه يظهر أن لبعضها أفعاالً‏ بآالت وال يدري هل تلك األفعال ذاتية لها أو<br />

سارية إليها من غيرها.‏<br />

وكان في هذه الحال ال يرى شيئاً‏ غير األجسام فكان بهذا الطريق يرى<br />

الوجود كله شيئاً‏ واحداً‏ وبالنظر األول يرى الوجود كثرة ال تنحصر وال<br />

تتناهى.‏ وبقي بحكم هذه الحالة مدة.‏<br />

ثم إنه تأمل جميع األجسام حيها وجمادها.‏ وهي التي عنده تارة شيء<br />

واحد وتارة كثيرة كثرة ال نهاية لها فرأى أن كل واحد منها ال يخلو من<br />

أحد أمرين:‏ إما أن يتحرك إلى جهة العلو مثل الدخان واللهيب والهواء<br />

إذا حصل تحت الماء،‏ وإما أن يتحرك إلى الجهة المضادة لتلك الجهة<br />

وهي جهة السفل مثل الماء وأجزاء األرض وأجزاء الحيوان والنبات وأن<br />

كل جسم من هذه األجسام لن يعرى عن إحدى هاتين الحركتين وأنه ال<br />

يسكن إال إذا منعه مانع يعوقه عن طريقه مثل الحجر النازل يصادف وجه<br />

األرض صلباً‏ فال يمكنه أن يخرقه ولو أمكنه ذلك لما انثنى عن حركته<br />

فيما يظهر ولذلك إذا رفعته وجدته يتحامل عليك بميله إلى جهة السفل<br />

طالباً‏ للنزول.‏<br />

وكذلك الدخان في صعوده ال ينثني إال أن يصادف قبة صلبة تحبسه<br />

فحينئذ ينعطف يميناً‏ وشماالً‏ ثم إذا تخلص من تلك القبة خرق الهواء<br />

صاعداً‏ ألن الهواء ال يمكنه أن يحبسه.‏<br />

وكان يرى الهواء إذا ملئ به زق جلد وربط ثم غوص تحت الماء طلب<br />

الصعود وتحامل على من يمسكه تحت الماء وال يزال يفعل ذلك حتى<br />

يوافي موضع الهواء وذلك بخروجه من تحت الماء فحينئذ يسكن ويزول<br />

48

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!