12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

قوية بعد ضعفها في العدو.‏<br />

ولم ير لنفسه شيئاً‏ من ذلك كله.‏ فكان يفكر في ذلك وال يدري ما سببه.‏<br />

وكان ينظر إلى ذوي العاهات والخلق الناقص فال يجد لنفسه شبيهاً‏ فيهم.‏<br />

وكان أيضاً‏ ينظر إلى مخارج الفضول من سائر الحيوان فيراها مستورة.‏<br />

أما مخرج أغلظ الفضلتين فباألذناب وأما مخرج أرقهما فباألوبار وما<br />

أشبهما.‏ وألنها كانت أيضاً‏ أخفى قضباناً‏ منه فكان ذلك كله يكربه<br />

ويسوءه.‏ فلما طال همه في ذلك كله وهو قد قارب سبعة أعوام ويئس من<br />

أن يكمل له ذلك وما قد أضر به نقصه أتخذ من أوراق الشجر العريضة<br />

شيئاً‏ بعضه خلفه وبعضه قدامه وعمل من الخوص والحلفاء ‏)شبه(‏ حزام<br />

على وسطه،‏ علق به تلك األوراق،‏ فلم يلبث إال يسيراً‏ حتى ذوى ذلك<br />

الورق وجف وتساقط عنه فما زال يتخذ غيره ويخصف بعضه ببعض<br />

طاقات مضاعفة،‏ وربما كان ذلك أطول لبقائه إال أنه على كل حال قصير<br />

المدة واتخذ من أغصان الشجر عصياً‏ سوى أطرافها وعدل متنها.وكان<br />

يهش بها على الوحوش المنازعة له فيحمل على الضعيف منها ويقاوم<br />

القوي منها فنبل بذلك قدره عند نفسه بعض نبالة ورأى أن ليده فضالً‏<br />

كثيراً‏ على أيديها إذ أمكن له بها ستر عورته واتخاذ العصي التي يدافع بها<br />

عن حوزته ما استغنى به عما أراده من الذنب والسالح الطبيعي.‏<br />

وفي خالل ذلك ترعرع وأربى على السبع سنين،‏ وطال به العناء في<br />

تجديد األوراق التي كان يستظل بها.‏<br />

فكانت نفسه عند ذلك تنازعه إلى اتخاذ ذنب من أذناب الوحوش الميتة<br />

ليعلقه على نفسه إال أنه كان يرى أحياء الوحوش تتحامى ميتها وتفر عنه<br />

فال يتأتى له اإلقدام على ذلك الفعل إلى أن صادف في بعض األيام نسراً‏<br />

ميتاً‏ فهدي إلى نيل أمله منه واغتنم الفرصة فيه إذ لم ير للوحوش عنه نفرة<br />

34

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!