12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ومتى ظمئ إلى الماء أوردته ومتى ضحا ))) ظلته ومتى خصر ))) أدفأته<br />

وإذا جن الليل صرفته إلى مكانه األول وجللته بنفسها وبريش كان هناك<br />

مما ملئ به التابوت أوالً‏ وفي وقت وضع الطفل فيه.‏ وكان في غدوهما<br />

ورواحهما قد ألفهما ربرب يسرح ويعيش ويبيت معهما حيث مبيتهما.‏<br />

فمازال الطفل مع الظبي على تلك الحال يحكي نغمتها بصوته حتى<br />

ال يكاد يفرق بينهما وكذلك كان يحكي جميع ما يسمعه من أصوات<br />

الطير وأنواع سائر الحيوان محاكاة شديدة لقوة انفعاله لما يريده وأكثر ما<br />

كانت محركاته ألصوات الظباء في االستصراخ واالستئالف واالستدعاء<br />

واالستدفاع إذ للحيوانات في هذه األحوال المختلفة أصوات مختلفة.‏<br />

فألفته الوحوش وألفها ولم تنكره وال أنكرها.‏ فلما ثبت في نفسه أمثلة<br />

األشياء بعد مغيبها عن مشاهدته حدث له نزوع إلى بعضها وكراهية<br />

لبعض.‏<br />

وكان في ذلك كله ينظر إلى جميع الحيوانات فيراها كاسية باألوبار<br />

واألشعار و)أنواع(‏ الريش وكان يرى ما لها من سرعة العدو وقوة البطش<br />

وما لها من األسلحة المعدة لمدافعة من ينازعها مثل القرون واألنياب<br />

والحوافر والصياصي ))) والمخالب.‏<br />

ثم يرجع إلى نفسه فيرى ما به من العري وعدم السالح وضعف العدو،‏<br />

وقلة البطش عندما كانت تنازعه الوحوش أكل الثمرات وتستبد بها دونه<br />

وتغلبه عليها فال يستطيع المدافعة عن نفسه وال الفرار عن شيء منها وكان<br />

يرى أترابه من أوالد الظباء.‏ قد نبتت لها قرون،‏ بعد أن لم تكن وصارت<br />

1- أي تعرض للشمس.‏<br />

2- برد.‏<br />

3 الصياصي:‏ شوك الديك،‏ وقرن البقرة والظباء واحلصون وكل ما يتسلح به.‏<br />

33

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!