BOOK 79
BOOK 79
BOOK 79
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ما يمده به من داخل ويخلف عليه بدل ما يتخلل منه وهو الغذاء.<br />
واآلخر:<br />
ما يقيه من خارج ويدفع عنه وجوه األذى من البرد والحر والمطر ولفح<br />
الشمس والحيوانات المؤذية ونحو ذلك ورأى أنه إن تناول ضرورية من<br />
هذه جزافاً كيفما اتفق ربما وقع في السرف وأخذ فوق الكفاية فكان<br />
سعيه على نفسه من حيث ال يشعر فرأى أن الحزم له أن يعرض لنفسه<br />
فيها حدوداً ال يتعداها ومقادير ال يتجاوزها وبان له أن الفرض يجب أن<br />
يكون في جنس ما يتغذى به وأي شيء يكون وفي مقداره وفي المدة<br />
التي تكون بين العودات إليه. فنظر أوالً في أجناس ما به يتغذى فرآها<br />
ثالثة أضرب:<br />
إما نبات لم يكمل ببعد نضجه ولم ينته إلى غاية تمامه وهي أصناف<br />
البقول الرطبة التي يمكن االغتذاء بها.<br />
وإما ثمرات النبات الذي قد تم وتناهى وأخرج بذره ليتكون منه آخر من<br />
نوعه حفظاً له وهي أصناف الفواكه رطبها ويابسها.<br />
وإما حيوان من الحيوانات التي يتغذى بها إما البرية وإما البحرية.<br />
وكان قد صح عنده أن هذه األجناس كلها من فعل ذلك الموجود<br />
الواجب الوجود الذي تبين له أن سعادته في القرب منه وطلب التشبه<br />
به وال محالة أن االغتذاء بها مما يقطعها عن كمالها ويحول بينها وبين<br />
الغاية القصوى المقصودة بها. فكان ذلك اعتراض على فعل الفاعل.<br />
وهذا االعتراض مضاد لما يطلبه من القرب منه والتشبه به فرأى أن<br />
الصواب كان له لو أمكن أن يمتنع عن الغذاء جملة واحدة لكنه لما لم<br />
يمكنه ذلك ورأى أنه إن امتنع عنه آل ذلك إلى فساد جسمه فيكون ذلك<br />
74