12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

معنى االمتداد يشبه الصورة التي لسائر األجسام ذوات الصور والذي<br />

يثبت على حال واحدة وهو الذي ينزل منزلة الطين المتقدم يشبه معنى<br />

الجسمية التي لسائر األجسام ذوات الصور.‏ وهذا الشيء الذي هو بمنزلة<br />

الطين في هذا المثال هو الذي يسميه النظار المادة والهيولى وهي عارية<br />

عن الصورة جملة.‏<br />

***<br />

فلما انتهى نظره إلى هذا الحد وفارق المحسوس بعض مفارقة وأشرف<br />

على تخوم العالم العقلي استوحش وحنّ‏ إلى ما ألفه من عالم الحس<br />

فتقهقر قليالً‏ وترك الجسم على اإلطالق إذ هذا األمر ال يدركه الحس وال<br />

يقدر على تناوله وأخذ أبسط األجسام المحسوسة التي شاهدها وهي تلك<br />

األربعة التي كان قد وقف نظره عليها.‏<br />

فأول ما نظر إلى الماء فرأى أنه إذا خلى وما تقتضيه صورته ظهر منه<br />

برد محسوس وطلب النزول إلى أسفل فإذا سخن أوالً‏ إما بالنار وإما<br />

بحرارة الشمس زال عنه البرد أوالً‏ وبقي فيه طلب النزول فإذا أفرط عليه<br />

بالتسخين زال عنه طلب النزول إلى أسفل وصار يطلب الصعود إلى فوق<br />

فزال عنه بالجملة الوصفان اللذان كانا أبداً‏ يصدران عنه وعن صورته<br />

ولم يعرف من صورته أكثر من صدور هذين الفعلين عنها فلما زال هذا<br />

الفعالن إذن بطل حكم الصورة فزالت الصورة المائية عن ذلك الجسم<br />

عند ما ظهرت منه أفعال من شأنها أن تصدر عن صورة أخرى وحدثت له<br />

صورة أخرى بعد أن لم تكن وصدر عنه بها أفعال لم يكن من شأنها أن<br />

تصدر عنه وهو بصورته األولى.‏<br />

فعلم بالضرورة أن كل حادث البد له من محدث.‏ فارتسم في نفسه بهذا<br />

االعتبار فاعل للصورة ارتساماً‏ على العموم دون تفصيل.‏<br />

54

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!