BOOK 79
BOOK 79
BOOK 79
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
صرح في »السياسة المدنية« بأنها منحلة وسائرة إلى العدم وأنه البقاء إال<br />
للنفوس الفاضلة الكاملة، ثم وصف في شرح »كتاب األخالق« شيئاً من<br />
أمر السعادة اإلنسانية وأنها إنما تكون في هذه الحياة التي في هذه الدار،<br />
ثم قال عقب ذلك كالماً هذا معناه »وكل ما يذكر غير هذا فهو هذيان<br />
وخرافات عجائز«، فهذا قد أيأس الخلق جميعاً من رحمة الله تعالى<br />
وصيّر الفاضل والشرير في رتبة واحدة إذ جعل مصير الكل إلى العدم<br />
وهذه زلة ال تقال وعثرة ليس بعدها جبر، هذا مع ما صرح به سوء معتقده<br />
في النبوة وأنها بزعمه للقوة الخيالية خاصة، وتفضيله الفلسفة عليها إلى<br />
أشياء ليس بنا حاجة إلى إيرادها.<br />
***<br />
وأما كتب »أرسطوطاليس« فقد تكفل الشيخ أبو علي بالتعبير عما فيها<br />
وجرى على مذهبه وسلك طريق فلسفته في »كتاب الشفاء« وصرح في<br />
أول الكتاب بأن الحق عنده غير ذلك وأنه إنما ألف ذلك الكتاب على<br />
مذهب المشائين وأن من أراد الحق الذي ال جمجمة فيه فعليه بكتابه<br />
في »الفلسفة المشرقية« ومن عنى بقراءة كتاب »الشفاء« وبقراءة<br />
كتب أرسطوطاليس ظهر له في أكثر األمور أنها تتفق وإن كان في كتاب<br />
»الشفاء« أشياء لم تبلغ إلينا عن أرسطو. وإذا أخذ جميع ما تعطيه كتب<br />
أرسطو وكتاب »الشفاء« على ظاهره دون أن يتفطن لسره وباطنه لم<br />
يوصل به إلى الكمال حسبما نبه عليه الشيخ أبوعلي في كتاب »الشفاء«.<br />
***<br />
وأما كتب الشيخ أبي حامد الغزالي فهي بحسب مخاطبته للجمهور تربط<br />
في موضع وتحل في آخر وتكفر بأشياء ثم تنتحلها ثم إنه من جملة ما<br />
كفر به الفالسفة في »كتاب التهافت« إنكارهم لحشر األجساد وإثباتهم<br />
22