BOOK 79
BOOK 79
BOOK 79
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كذلك - ذلك الروح الحيواني واحد وإذا عمل بآلة العين كان فعله<br />
إبصاراً وإذا عمل بآلة األنف كان فعله شماً، وإذا عمل بآلة اللسان كان<br />
فعله ذوقاً، وإذا عمل بالجلد واللحم كان فعله لمساً وإذا عمل بالعضو كان<br />
فعله حركة وإذا عمل بالكبد كان فعله غذاء واغتذاء.<br />
ولكل واحد من هذه أعضاء تخدمه وال يتم لشيء من هذه فعل إال بما<br />
يصل إليها من ذلك الروح على الطرق التي تسمى عصباً ومتى انقطعت<br />
تلك الطرق أو انسدت تعطل فيها ذلك العضو. وهذه األعصاب إنما تستمد<br />
الروح من بطون الدماغ، والدماغ يستمد الروح من القلب، والدماغ<br />
فيه أرواح كثيرة ألنه موضع تتوزع فيه أقسام كثيرة فأي عضو عدم هذا<br />
الروح بسبب من األسباب تعطل فعله وصار بمنزلة اآللة المطروحة التي ال<br />
يصرفها الفاعل وال ينتفع بها. فإن خرج هذا الروح بجملته عن الجسد أو<br />
فني أو تحلل بوجه من الوجوه تعطل الجسد كله، وصار إلى حالة الموت<br />
فانتهى به هذا النحو من النظر إلى هذا الحد من النظر على رأس ثالثة<br />
أسابيع من منشئه وذلك أحد وعشرون عاماً.<br />
***<br />
وفي خالل هذه المدة المذكورة تفنن في وجوه حيله واكتسى بجلود<br />
الحيوانات التي كان شرحها واحتذى بها واتخذ الخيوط من األشعار<br />
ولحا قصب الختمية والخبازي والقنب وكل نبات ذي خيط.<br />
وكان أصل اهتدائه إلى ذلك أنه أخذ من الحلفاء وعمل خطاطيف من<br />
الشوك القوي والقصب المحدد على الحجارة واهتدى إلى البناء بما رأى<br />
من فعل الخطاطيف فاتخذ مخزناً وبيتاً لفضلة غذائه وحصن عليه بباب<br />
من القصب المربوط بعضه إلى بعض لئال يصل إليه شيء من الحيوانات<br />
عند مغيبه عن تلك الجهة في بعض شؤونه.<br />
43