12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ثم إنه تتبع الصور التي كان قد علمها قبل ذلك صورة صورة فرأى أنها<br />

كلها حادثة وأنها البد لها من فاعل.‏ ثم إنه نظر إلى ذوات الصور فلم<br />

ير أنها شيء أكثر من استعداد الجسم ألن يصدر عنه ذلك الفعل مثل<br />

الماء فإنه إذا أُفرط عليه التسخين استعد للحركة إلى فوق وصلح لها<br />

فذلك االستعداد هو صورته إذ ليس ههنا إال جسم وأشياء تحس عنه بعد<br />

أن لم تكن مثل الكيفيات والحركات وفاعل يحدثها بعد أن لم تكن<br />

فصلوح الجسم لبعض الحركات دون بعض هو استعداده بصورته.‏ والح<br />

له مثل ذلك في جميع الصور فتبين له أن األفعال الصادرة عنها ليست<br />

في الحقيقة لها وإنما هي لفاعل يفعل بها األفعال المنسوبة إليها وهذا<br />

المعنى الذي الح له هو قول الله عز وجل في الحديث القدسي:‏ ‏»كنت<br />

سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به«،‏ وفي محكم التنزيل:‏ ‏»فلم<br />

تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى«.‏<br />

فلما الح له من أمر هذا الفاعل ما الح على اإلجمال دون تفصيل حدث<br />

له شوق حثيث إلى معرفته على التفصيل وهو بعد لم يكن فارق عالم<br />

الحس فجعل يطلب هذا الفاعل المختار على جهة المحسوسات وهو ال<br />

يعلم بعد هل هو واحد أو أكثر؟ فتصفح جميع األجسام التي لديه وهو<br />

التي كانت فكرته أبداً‏ فيها فرآها كلها تتكون تارة وتفسد أخرى،‏ وما<br />

لم يقف على فساد جملته وقف على فساد أجزائه مثل الماء واألرض<br />

فإنه رأى أجزاءهما تفسد بالنار وكذلك الهواء رآه يفسد بشدة البرد حتى<br />

يتكون منه ثلج فيسيل ماء وكذلك سائر األجسام التي كانت لديه لم ير<br />

منها شيئاً‏ بريئاً‏ عن الحدوث واالفتقار إلى الفاعل المختار فاطرحها كلها<br />

وانتقلت فكرته إلى األجسام السماوية.‏<br />

***<br />

55

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!