12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وطرق بعضها أوسع من بعض بحسب ما تدعو إليه الضرورة فكانت<br />

الشرايين والعروق.‏<br />

ثم مازالوا يصفون الخلقة كلها واألعضاء بجملتها على حسب ما وصفه<br />

الطبيعيون في خلقة الجنين في الرحم لم يغادروا من ذلك شيئاً‏ إلى<br />

أن كمل خلقه وتمت أعضاؤه وحصل في حد خروج الجنين من البطن<br />

واستعانوا في وصف كمال ذلك بتلك الطينة الكبيرة وأنها كانت قد<br />

تهيأت ألن يتخلق منها كل ما يحتاج إليه في خلق اإلنسان من األغشية<br />

المجللة لجملة بدنه وغيرها فلما كمل انشقت عنه تلك األغشية بشبه<br />

المخاض وتصدع باقي الطينة إذ كان قد لحقه الجفاف.‏<br />

ثم استغاث ذلك الطفل عند فناء مادة غذائه واشتداد جوعه فلبته ‏»ظبية«‏<br />

فقدت طالها.‏<br />

ثم استوى ما وصفه هؤالء بعد هذا الموضع وما وصفته الطائفة األولى<br />

في معنى التربية فقالوا جميعاً:‏ إن الظبية التي تكفلت به وافقت خصباً‏<br />

ومرعى أثيثا،‏ فكثر لحمها ودر لبنها حتى قامت بغذاء ذلك الطفل أحسن<br />

قيام.‏ وكانت معه ال تبعد عنه إال لضرورة الرعي.‏ وألف الطفل تلك الظبية<br />

حتى كان بحيث إذا هي أبطأت عنه اشتد بكاؤه فطارت إليه.‏<br />

ولم يكن بتلك الجزيرة شيء من السباع العادية فتربى الطفل ونما<br />

(((<br />

واغتذى بلبن تلك الظبية إلى أن تم له حوالن وتدرج في المشي وأثغر<br />

فكان يتبع تلك الظبية وكانت هي ترفق به وترحمه وتحمله إلى مواضع<br />

فيها شجر مثمر فكانت تطعمه ما تساقط من ثمراتها الحلوة النضيجة،‏<br />

وما كان منها صلب القشر كسرته له بطواحينها ومتى عاد إلى اللبن أروته<br />

1- أي ظهرت أسنانه.‏<br />

32

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!