12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الشهادة لم يبق على ما كان عليه بوجه وال حال واختلفت العبارات فيه<br />

اختالفاً‏ كثيراً‏ وزلت به أقدام قوم عن الصراط المستقيم وظن بآخرين أن<br />

أقدامهم زلت وهي لم تزل وإنما كان كذلك ألنه أمر ال نهاية له في حضرة<br />

متسعة األكناف،‏ محيطة غير محاط بها ))) .<br />

2- والغرض الثاني من الغرضين اللذين قلنا إن سؤالك لن يتعدى<br />

أحدهما هو أن تبتغي التعريف بهذا األمر على طريقة أهل النظر.‏ وهذا<br />

- أكرمك الله بواليته - شيء يحتمل أن يوضع في الكتب وتتصرف به<br />

(((<br />

العبارات ولكنه أعدم من الكبريت األحمر والسيما في هذا الصقع<br />

الذي نحن فيه،‏ ألنه من الغرابة في حد ال يظفر باليسير منه إال الفرد<br />

بعد الفرد - ومن ظفر بشيء منه لم يكلم الناس إال رمزاً،‏ فإن الملة<br />

الحنيفية والشريعة المحمدية قد منعت من الخوض فيه وحذرت عنه.‏ وال<br />

(((<br />

تظنن أن الفلسفة التي وصلت إلينا من كتب أرسطوطاليس وأبي نصر<br />

وفي كتاب الشفاء ))) تفي بهذا الغرض الذي أردته وال أن أحداً‏ من أهل<br />

األندلس كتب فيه شيئاً‏ فيه كفاية وذلك أن من نشأ باألندلس من أهل<br />

الفطرة الفائقة قبل شيوع علم المنطق والفلسفة فيها قطعوا أعمارهم<br />

بعلوم التعاليم وبلغوا فيها مبلغاً‏ رفيعاً‏ ولم يقدروا على أكثر من ذلك.‏ ثم<br />

خلف من بعدهم خلف زادوا عليهم بشيء من علم المنطق فنظروا فيه ولم<br />

يفض بهم إلى حقيقة الكمال فكان فيهم من قال:‏<br />

1- رمبا أوضح هذا املعنى القصة املروية عن اجتماع ابن سينا وأبى سعيد بن أبى اخلير،‏ فقد روى أنهما<br />

اجتمعا نحو ثالثة أيام،‏ فلما افترقا سأل تالميذ ابن سينا شيخهم عن رأيه في أبى سعيد فقال:‏ ‏»ما<br />

أعرفه يراه«‏ وسأل تالميذ أبى سعيد شيخهم عن ابن سينا فقال ‏»ما أراه يعرفه«‏ ويريدان باملعرفة<br />

العلم عن طريق الفلسفة واملنطق،‏ ويريدان بالرؤية الكشف الذي يحصل للصوفيني عند بلوغهم<br />

الغاية.‏<br />

2- يريد بالد األندلس،‏ وقد كانت فيها الفلسفة والتصوف نادرين.‏<br />

3- هو الفارابي.‏<br />

4- هو كتاب البن سينا.‏ قد طبع بعضه في الطبيعيات واإللهيات،‏ ولم يطبع منه املنطق وهو أوله إال<br />

هذه األيام مبناسبة مهرجان ابن سينا.‏<br />

20

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!