12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اليسرى منه وشقها فرأى ذلك الفراغ مملوءاً‏ بهواء بخاري يشبه الضباب<br />

األبيض فأدخل أصبعه فيه فوجده من الحرارة في حد كان يحرقه ومات<br />

ذلك الحيوان على الفور.‏<br />

فصح عنده أن ذلك البخار الحار هو الذي كان يحرك هذا الحيوان وأن<br />

في كل شخص من أشخاص الحيوانات مثل ذلك ومتى انفصل عن<br />

الحيوان مات.‏<br />

ثم تحركت في نفسه الشهوة للبحث عن سائر أعضاء الحيوان وترتيبها<br />

وأوضاعها وكمياتها وكيفية ارتباط بعضها ببعض وكيف تستمد من هذا<br />

البخار الحار حتى تستمر لها الحياة به وكيف بقاء هذا البخار المدة التي<br />

يبقى ومن أين يستمد وكيف ال تنفد حرارته؟ فتتبع ذلك كله بتشريح<br />

الحيوانات األحياء واألموات ولم يزل ينعم النظر فيها ويجيد الفكرة<br />

حتى بلغ في ذلك له مبلغ كبار الطبيعيين فتبين له أن كل شخص من<br />

أشخاص الحيوان وإن كان كثيراً‏ بأعضائه وتفنن حواسه وحركاته فإنه<br />

واحد بذلك الروح الذي مبدؤه من قرار واحد وانقسامه في سائر األعضاء<br />

منبعث منه وإن جميع األعضاء إنما هي خادمة له أو مؤدية عنه.‏ وإن منزلة<br />

ذلك الروح في تصريف الجسد كمنزلة من يحارب األعداء بالسالح التام<br />

ويصيد جميع صيد البحر والبر فيعد لكل جنس آلة يصيده بها والتي<br />

يحارب بها تنقسم إلى ما يدفع به نكاية غيره وإلى ما ينكس بها غيره.‏<br />

وكذلك آالت الصيد تنقسم إلى ما يصلح لحيوان البحر وإلى ما يصلح<br />

لحيوان البر،‏ وكذلك األشياء التي يشرح بها تنقسم إلى ما يصلح للشق<br />

وإلى ما يصلح للكسر وإلى ما يصلح للثقب.‏ والبدن واحد وهو يصرف<br />

ذلك أنحاء من التصريف بحسب ما تصلح له كل آلة وبحسب الغايات<br />

التي تلتمس بذلك التصريف.‏<br />

42

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!