12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ذات جمال وحسن باهر فعضلها ومنعها األزواج إذ لم يجد لها كفواً.‏<br />

وكان له قريب يسمى يقظان فتزوجها سراً‏ على وجه جائز في مذهبهم<br />

المشهور في زمنهم ثم إنها حملت فوضعت طفالً.‏ فلما خافت أن يفتضح<br />

أمرها وينكشف سرها وضعته في تابوت أحكمت زمه بعد أن أروته من<br />

الرضاع وخرجت به في أول الليل في جملة من خدمها وثقاتها إلى<br />

ساحل البحر وقلبها يحترق صبابة به وخوفاً‏ عليه ثم إنها ودعته،‏ وقالت:‏<br />

‏»اللهم إنك قد خلقت هذا الطفل ولم يكن شيئاً‏ مذكوراً‏ ورزقته في<br />

ظلمات األحشاء وتكفلت به حت تم واستوى وأنا قد سلمته إلى لطفك،‏<br />

ورجوت له فضلك خوفاً‏ من هذا الملك الغشوم الجبار العنيد.‏ فكن له وال<br />

تسلمه يا أرحم الراحمين«.‏<br />

ثم قذفت به في اليم فصادف ذلك جري الماء بقوة المد فاحتمله من ليلته<br />

إلى ساحل الجزيرة األخرى المتقدم ذكرها.‏<br />

وكان المد يصل في ذلك الوقت إلى موضع ال يصل إليه إال بعد عام.‏<br />

فأدخله الماء بقوته إلى أجمة ملتفة الشجر عذبة التربة مستورة عن الرياح<br />

والمطر محجوبة عن الشمس تزور عنها إذا طلعت وتميل إذا غربت.‏ ثم<br />

أخذ الماء في النقص والجزر عن التابوت الذي فيه الطفل وبقي التابوت<br />

في ذلك الموضع وعلت الرمال بهبوب الرياح وتراكمت بعد ذلك حتى<br />

سدت باب األجمة على التابوت،‏ وردمت مدخل الماء إلى تلك األجمة،‏<br />

فكان المد ال ينتهي إليها.‏ وكانت مسامير التابوت قد قلقت وألواحه<br />

قد اضطربت عند رمي الماء إياه في تلك األجمة.‏ فلما اشتد الجوع<br />

بذلك الطفل بكى واستغاث وعالج الحركة فوقع صوته في أذن ظبية<br />

فقدت طالها ))) ، خرج من كناسه فحمله العقاب.‏ فلما سمعت الصوت<br />

ظنته ولدها فتتبعت الصوت وهي تتخيل طالها حتى وصلت إلى التابوت<br />

1- الطال:‏ ولد الظبي.‏ والكناس:‏ بيتهما<br />

28

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!