BOOK 79
BOOK 79
BOOK 79
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الوصول.<br />
فلما سمع أبسال منه وصف تلك الحقائق والذوات المفارقة لعالم<br />
الحس العارفة بذات الحق عز وجل. ووصف له ذات الحق تعالى وجلَّ<br />
بأوصافه الحسنى ووصف له ما أمكنه وصفه مما شاهده عند الوصول من<br />
لذات الواصلين وآالم المحجوبين لم يشك أبسال في جميع األشياء التي<br />
وردت في شريعته من أمر الله عزَّ وجلَّ ومالئكته وكتبه ورسله واليوم<br />
اآلخر وجنته وناره هي أمثلة هذه التي شاهدها حي بن يقظان فانفتح<br />
بصر قلبه وانقدحت نار خاطره وتطابق عنده المعقول والمنقول وقربت<br />
عليه طرق التأويل ولم يبق عليه مشكل في الشرع إال تبين له وال مغلق<br />
إال انفتح وال غامض إال اتضح وصار من أولي األلباب. وعند ذلك نظر<br />
إلى حي بن يقظان بعين التعظيم والتوقير وتحقق عنده أنه من أولياء الله<br />
الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون.<br />
فالتزم خدمته واالقتداء به واألخذ بإشاراته فيما تعارض عنده من<br />
األعمال الشرعية التي كان قد تعلمها في ملته.<br />
وجعل حي بن يقظان يستفصحه عن أمره وشأنه فجعل أبسال يصف له<br />
شأن جزيرته وما فيها من العالم وكيف كانت سيرهم قبل وصول الملة<br />
إليهم وكيف هي اآلن بعد وصولها إليهم ووصف له جميع ما ورد في<br />
الشريعة من وصف العالم اإللهي والجنة والنار والبعث والنشور والحشر<br />
والحساب والميزان والصراط. ففهم حي بن يقظان ذلك كله ولم ير فيه<br />
شيئاً على خالف ما شاهده في مقامه الكريم. فعلم أن الذي وصف ذلك<br />
وجاء به محق في وصفه، صادق في قوله رسول عند ربه فآمن به وصدقه<br />
وشهد برسالته.<br />
ثم جعل يسأله عما جاء به من الفرائض ووضعه من العبادات، فوصف له<br />
93