12.11.2014 Views

BOOK 79

BOOK 79

BOOK 79

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أنه يعدم بالجملة وبذلك نطق الكتاب العزيز حيثما وقع هذا المعنى في<br />

تغيير الجبال وتصييرها كالعهن والناس كالفراش وتكوير الشمس والقمر<br />

وتفجير البحار يوم تبدل األرض غير األرض والسماوات.‏<br />

فهذا القدر هو الذي أمكنني اآلن أن أشير إليك به فيما شاهده ‏»حي بن<br />

يقظان«‏ في ذلك المقام الكريم فال تلتمس الزيادة عليه من جهة األلفاظ<br />

فإن ذلك كالمتعذر.‏<br />

وأما تمام خبره:‏<br />

فسأتلوه عليك إن شاء الله تعالى وهو أنه لما عاد إلى العالم المحسوس<br />

وذلك بعد جوالته حيث جال سئم تكاليف الحياة الدنيا واشتد شوقه إلى<br />

الحياة القصوى فجعل يطلب العود إلى ذلك المقام بالنحو الذي طلبه<br />

أوالً‏ حتى وصل إليه بأيسر من السعي الذي وصل به أوالً‏ ودام فيه ثانياً‏<br />

مدة أطول من األولى.‏<br />

ثم عاد إلى عالم الحس،‏ ثم تكلف الوصول إلى مقامه بعد ذلك فكان<br />

أيسر عليه من األولى والثانية وكان دوامه أطول ومازال الوصول إلى ذلك<br />

المقام الكريم يزيد عليه سهولة والدوام يزيد فيه طوالً‏ بعد مدة حتى<br />

صار بحيث يصل إليه متى شاء وال ينفصل عنه إال متى شاء فكان يالزم<br />

مقامه ذلك وال ينثني عنه إال لضرورة بدنه التي كان قد قللها حتى كان<br />

ال يوجد أقل منها.‏<br />

وهو في ذلك كله يتمنى أن يريحه الله عز وجل من كل بدنه الذي يدعوه<br />

إلى مفارقة مقامه ذلك فيتخلص إلى لذته تخلصاً‏ دائماً‏ ويبرأ عما يجده<br />

من األلم عند اإلعراض عن مقامه ذلك إلى ضرورة البدن.‏<br />

وبقي على حالته تلك حتى أناف على سبعة أسابيع من منشئه وذلك<br />

87

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!