05.05.2015 Views

دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اج

دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اج

دليل املستخدم إلى قياس تقدمي اخلدمات األساسية املراعية لالعتبارات اج

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الفصل 3 دراسة حالة تخيلية<br />

في حين كان كذلك لبعض النساء،‏ ولكن كان باستطاعتنا شرح األمر<br />

لهن.‏ ثم أخبرتنا المسؤولة بأن معرفة الحقائق لم تكن كافية،‏ وأننا بحاجة<br />

اآلن إلى أن نفكر في سبب ابتعاد الكثيرات من فتياتنا عن المدارس،‏ أو<br />

عدم حضورهن بشكل منتظم.‏ واستخدمت المسؤولة أسئلة مجموعات<br />

العمل المركَّ‏ ز التي طُ‏ رحت،‏ ثم أتى دورنا لتظهر علينا الحيرة.‏ ولكن النساء<br />

خرجن علينا بالكثير من األفكار عن أشياء حتى لم تخطر على بالنا."‏<br />

قال السيد توماس بينما كان يجلس مستقيمً‏ ا في كرسيه:‏ ‏"لسوء الحظ،‏<br />

اضطررت في هذه اللحظة إلى ترك االجتماع لمقابلة المحافظ".‏ ‏"ولذلك<br />

أود أن أستمع إلى بعض هذه األسباب يا سيد دانيال."‏<br />

‏"حسنًا يا سيدي،‏ يبدو أن الناس في بعض القرى يقومون بتربية الماشية؛<br />

من أجل الحصول على ألبانها،‏ غير أنهم ال يمتلكون أرضً‏ ا لرعي هذه<br />

الحيوانات.‏ ومن ثم،‏ يكون على النساء والفتيات أن يخرجن لمسافات<br />

طويلة ليقطعن العشب من أجل إطعام الماشية،‏ وذلك يستغرق وقتًا<br />

طويالً‏ ، ال سيما في موسم الجفاف.‏ وفي بعض القرى األخرى،‏ على الفتيات<br />

أن يقضين وقتًا طويالً‏ في جلب المياه؛ ألنه ال يوجد مصدر للمياه النظيفة<br />

في القرية."‏<br />

قاطع السيد توماس قائالً‏ : ‏"ولكن ماذا عن طلمبات المياه التي قمنا بدقها<br />

منذ عاميْن في القرية؟<br />

هذه المرة كان دور السيد دانيال لتظهر عليه عالمات عدم االرتياح،‏ إذ قال:‏<br />

‏"حسنًا سيدي،‏ يبدو أن معظم الطلمبات تكسرت،‏ وأصبحت ال تعمل."‏<br />

قال السيد توماس ‏"ولكننا نظمنا دورة تدريبية على صيانتها،‏ أليس<br />

كذلك؟"‏<br />

‏"نعم يا سيدي،‏ لقد فعلنا،‏ ولكننا دربنا الرجال،‏ ويبدو أنهم مشغولون<br />

للغاية،‏ بحيث ال يمكنهم إجراء صيانة للطلمبات،‏ أو أنهم ال يرغبون في<br />

قضاء وقتهم في إصالحها.‏ ومن ثم،‏ متى تكسرت الطلمبات،‏ تُركت هكذا<br />

دون إصالح!"‏<br />

رفعت السيدة تشاندرا التي تنتمي إلى مجموعة النساء يدها.‏ وأومأ<br />

السيد توماس.‏ ثم قالت السيدة تشاندرا:‏ ‏"استميحكم عذرًا يا سيد<br />

توماس،‏ ويا سيد دانيال،‏ وياسيدة ديني،‏ ويا أيها الزمالء،‏ أرغب في إخباركم<br />

بشيء.‏ لقد رأينا ذلك يحدث في قرى أخرى أيضً‏ ا.‏ ولكن في أحد مشروعات<br />

صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة،‏ تم تدريب النساء من دون الرجال<br />

على إصالح الطلمبات،‏ وفي هذه القرية ال تزال الطلمبات تعمل حتى اآلن.‏<br />

لقد ضحك الرجال في بادئ االمر؛ ألنهم تصوروا أن النساء لن يكن قادرات<br />

على إصالح األشياء الميكانيكية،‏ ولكنهم ال يضحكون اآلن.‏ إن النساء<br />

تتأكد من صيانة الطلمبات؛ ألنهن من يعانين إذا حدث عكس ذلك."‏<br />

وهنا قال السيد توماس:‏ ‏"آه"،‏ ‏"شيء يبعث على االهتمام.‏ إنني لم أفكر<br />

في األمر،‏ ولكنه يبدو منطقيًّا.‏ وفي الواقع إن زوجتي ماهرة جدًا في إصالح<br />

األشياء ألنني دائمً‏ ا غير موجود بالمنزل لفعل ذلك."‏<br />

ابتسم الجميع وبدت عليهم المزيد من أمارات االرتياح العميق.‏<br />

‏"وما الذي تعلمناه أيضً‏ ا من حلقة العمل يا سيد دانيال؟"‏<br />

‏"الكثير جدًّ‏ ا يا سيدي.‏ فعندما وضعنا قائمة باألسباب التي تؤدي إلى عدم<br />

حضور الفتيات إلى المدرسة،‏ قامت المسؤولة بتقسيمنا لمجموعات<br />

جديدة وأخبرتنا بأن علينا اآلن ابتكار بعض الحلول التي من شأنها أن تتناول<br />

كل مشكلة من المشكالت التي قمنا بسردها.‏ وأعتقد،‏ في الواقع،‏ أن النساء<br />

بالفعل هن من كانت لديهن أفكار أفضل من تلك التي طرحناها نحن الرجال.‏<br />

لقد كن عمليات للغاية.‏ ومن ثم،‏ كان علينا أن نخرج بمؤشرات تساعدنا على<br />

معرفة ما إذا كانت الحلول التي وضعناها تعمل بشكل جيد أو ال،‏ وأن نفكر<br />

في البيانات التي كنا سنحتاج لجمعها،‏ ومن الذي سيقوم بجمعها،‏ وكيفية<br />

جمعها.‏ لقد وجدنا جميعً‏ ا أن ذلك يشوبه شيء من الصعوبة."‏<br />

اعتدلت السيدة تشاندرا التي تنتمي إلى إدارة التعليم في جلستها وجذبت<br />

نظر السيد توماس إذ قالت:‏ ‏"لم يكن فريق العمل لديك يا سيد توماس هو<br />

الوحيد الذي تعلم شيئًا.‏ بل إنني وفريق العمل لدي تعلمنا الكثير أيضً‏ ا.‏<br />

لقد كنا دائمً‏ ا نشعر باالستياء حيال أداء مدارسنا الذي يفتقر إلى الجودة<br />

في تعليم الفتيات،‏ وكنا نفكر بأننا ال نقوم بما هو كافٍ‏ . كنا نعتقد أن هذا<br />

خطأنا.‏ ولكن بعد االستماع إلى النساء أدركنا أن هناك مشكالت كثيرة<br />

ليس بإمكاننا تناولها بمفردنا.‏<br />

‏"بالطبع كان هناك ما يتحتم علينا فعله - مثل التأكد من أن هناك<br />

مراحيض خاصة بالفتيات،‏ وربما أيضً‏ ا الحصول على بعض الكتب<br />

المدرسية الجديدة وكتب القراءة التي تقدم رؤية أكثر إيجابية للفتيات<br />

والنساء،‏ وأيضً‏ ا إيضاح أن الفتيات يقمن بأعمال أكثر أهمية،‏ وتدريب<br />

معلمينا على الوعي بالمناحي الجنسانية،‏ وأشياء كهذه.‏<br />

‏"ولكننا ال يمكننا تغيير حقيقة أنه توجد حاجة إلى بقاء الكثير من<br />

الفتيات في المنزل ألداء األعمال التي ذكرها السيد دانيال لتوه.‏ ومن ثم،‏ إذا<br />

كنا سنقوم بزيادة إلحاق الفتيات وحضورهن بالمدارس في محافظتنا،‏ فإن<br />

علينا العمل بشكل أكبر مع فريقكم - وربما مع قطاعات أخرى بالمثل من<br />

شأنها أن تقدم خدمات مثل تمهيد الطرق،‏ وتوفير وسائل النقل،‏ واإلمداد<br />

بالكهرباء.‏<br />

‏"لم أعتقد أن وجود الكهرباء سوف يحدث فارقًا كبيرًا في التعليم،‏ ولكن<br />

- كما أشارت إحدى النساء - إذا كانت هناك كهرباء في البيوت،‏ يمكن<br />

للفتيات أن يقمن بأداء واجباتهن الدراسية ليالً‏ بعد القيام بأعمالهن<br />

الروتينية،‏ ومن ثم،‏ ال يتأخرن في التحصيل الدراسي.‏<br />

‏"وقالت النساء أيضً‏ ا إنه عندما تكون الطرق شديدة السوء،‏ فالفتيات ال<br />

يرغبن في السير في الوحل بتنوراتهن الطويلة؛ ألنهن سوف يكون عليهن<br />

أن يقضين وقتًا أكبر في غسيلها بينما يقوم الفتيان بطي أرجل سراويلهم<br />

فحسب - أو ألنهم فتيان،‏ فإنهم،‏ في الواقع،‏ يحبون أن يلعبوا في الوحل -<br />

وعلى أخواتهن أن يقمن بغسيل السراويل على أية حال!"‏<br />

ضحك الجميع.‏ بينما قررت آنا أن تتحين الفرصة لشرح فكرة المشروع<br />

الوطني الذي كانت تعمل عليه.‏ هل تهتم محافظتها بالدخول في<br />

منافسة وطنية لمعرفة أي المحافظات بإمكانها أن تحقق أعلى معدالت<br />

في تحسن نسبة التحاق الفتيات بالمدارس في العام القادم؟ وهل تنتهز<br />

محافظتها الفرصة للتعلم من المحافظات األخرى التي حققت نجاحات<br />

27

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!