Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وبينھم سيدات وأطفال، قد خيموا لما يزيد على ٤٥ يوماً، وفتحوا النيران على المتظاھرين فقتلوا ما ال يقل عن ٨١٧<br />
شخصا، وأكثر من ألف على األرجح.<br />
وقد وثق باحثو ھيومن رايتس ووتش فض اعتصام رابعة ووجدوا أن قوات األمن فتحت النيران على المتظاھرين<br />
باستخدام الذخيرة الحية، فقتل المئات بالرصاص الموجه إلى رؤوسھم وأعناقھم وصدورھم. ووجدت ھيومن رايتس<br />
ووتش أيضاً أن قوات األمن استخدمت القوة المميتة دون تمييز، إذ كان القناصة المتمركزون داخل ناقالت األفراد<br />
وبجوارھا يطلقون أسلحتھم على حشود كبيرة من المتظاھرين. قال عشرات الشھود أيضاً إنھم شاھدوا قناصة يطلقون<br />
النيران من مروحيات فوق منطقة رابعة.<br />
ورغم أن الحكومة كانت قد أعلنت ونشرت خطتھا لفض االعتصامين بالقوة، إال أن ھذه التحذيرات لم تكن كافية، فقد<br />
أخفقت تحذيرات الحكومة في وسائل اإلعالم وفي منطقة رابعة نفسھا، في األيام السابقة على ١٤ أغسطس/آب، في<br />
تحديد موعد الفض، كما أن التحذيرات الصادرة صباح يوم الفض لم يسمعھا الكثيرون، ولم توفر للمتظاھرين وقتاً<br />
كافياً للمغادرة قبل لجوء قوات األمن إلى الفض بالقوة. قالت األغلبية الساحقة من المتظاھرين الذين أجرت ھيومن<br />
رايتس ووتش معھم مقابالت على خلفية ھذا الحدث إنھم لم يسمعوا التحذيرات المسجلة التي أذاعتھا قوات األمن عن<br />
طريق مكبرات صوت قريبة من مدخلين على األقل من مداخل االعتصام، قبل دقائق من فتح النيران. قامت قوات<br />
األمن بعد ذلك بمحاصرة المتظاھرين معظم اليوم، وشنت الھجوم من مداخل االعتصام الرئيسية الخمسة بحيث لم<br />
تترك أي مخرج آمن حتى نھاية اليوم، بما في ذلك للمتظاھرين الجرحى المحتاجين إلى رعاية طبية، وكذلك المتلھفين<br />
على الفرار. بدالً من ذلك، وفي حاالت كثيرة، لجأت قوات األمن إلى إطالق النيران على من كانوا يسعون للفرار،<br />
بحسب ما قال شھود ل ھيومن رايتس ووتش.<br />
وأدى االستخدام المتعمد، عديم التمييز للقوة المميتة إلى واحدة من كبرى وقائع قتل المتظاھرين في العالم في يوم<br />
واحد، في التاريخ الحديث. وعلى سبيل المقارنة، تشير تقديرات ذات مصداقية إلى أن القوات الحكومية الصينية قتلت<br />
من المتظاھرين على مدار فترة ٢٤ ساعة في مذبحة ميدان "تيانانمين" يومي ٣ و٤ يونيو/حزيران<br />
١٩٨٩، وقتلت القوات األوزبكية أعداداً مماثلة تقريبا في يوم واحد أثناء مذبحة "أنديجان" عام ٢٠٠٥.<br />
٨٠٠-٤٠٠<br />
استمر فض اعتصام منطقة رابعة ١٢ ساعة، من شروق الشمس إلى غروبھا. بدأت الشرطة ھجومھا، بالتنسيق مع<br />
قوات الجيش، في نحو السادسة والنصف صباحاً، بإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع وإطالق الخرطوش على<br />
المتظاھرين الموجودين قرب مداخل االعتصام. ثم قامت سريعاً، في غضون دقائق عند بعض المداخل، بالتصعيد إلى<br />
الذخيرة الحية، بحسب عشرات من الشھود. وبقيادة جرافات الجيش، زحفت الشرطة ببطء من كل مدخل من المداخل<br />
الخمسة الكبرى اثنان على طريق النصر، واثنان بشارع الطيران، وواحد بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة<br />
العدوية في ساعات الصباح األولى، مكتسحة في طريقھا الحواجز المرتجلة التي أقامھا المتظاھرون وغير ذلك من<br />
المنشآت. وكانت القوات الزاحفة مدعومة بقناصة منتشرين على أسطح المباني الحكومية المجاورة. انسحب العديد من<br />
المتظاھرين إلى منطقة االعتصام المركزية طلباً للسالمة، لكن بعضھم ظل على األطراف إللقاء الحجارة وزجاجات<br />
المولوتوف واأللعاب النارية على القوات الزاحفة.<br />
وسرعان ما مأل المتظاھرون المصابون والقتلى مستشفى رابعة والمرافق الميدانية المقامة بعرض منطقة االعتصام،<br />
حيث كان أطباء متطوعون وغيرھم من العاملين بالحقل الطبي، وأكثرھم متظاھرون ھم أنفسھم، يقدمون الرعاية<br />
لذوي اإلصابات الخطيرة مستعينين بالمعدات واألدوية األساسية التي تم التبرع بھا. قال أطباء من مستشفى رابعة ل<br />
٢<br />
حسب الخطة