ROSETTA_MAGAZINE_201303
ROSETTA_MAGAZINE_201303
ROSETTA_MAGAZINE_201303
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
94<br />
What has become increasingly clear<br />
to me is that literature will remain,<br />
despite the medium and form. For it<br />
is the free manifestation of thought,<br />
and a communication between people<br />
irrespective of how big or small their<br />
worlds are. It is, above all else, the most<br />
profound understanding of our cultural<br />
differences.<br />
لأدب.. إلى أين؟<br />
ليلى الأطرش0 رئيسة القلم الأردني<br />
يبدو الحديث عن دور الأدب في إحداث التغيير<br />
الفكري والاجتماعي وإذكاء الثورات في مجتمعات اليوم<br />
ضربا من المبالغة. ناهيك عن مقدرة الأدب المترجم على<br />
تجسير الهوة بين الثقافات.<br />
عالم اليوم هو عصر الأفكار، ووسائط الاتصال السريعة<br />
والسياسة المباشرة والتكتلات الاقتصادية ولا بد<br />
للأدب من التعامل مع شروط هذا العصر.<br />
لا يمكن إغفال أن القرن العشرين عرف وسائط الاتصال<br />
والفنون الأخرى كالسينما والمسرح ثم اللتلفزيون<br />
، ولعبت جميعها دورا كبيرا في نشر الأعمال الأدبية<br />
شعبيا بل ونقلتها إلى العالم. كما عرفت واشتهرت<br />
أعمال أدبية أخرى ما كانت لتحقق نجاحها لولا اهتمام هذه<br />
الفنون بها.<br />
بالتأكيد لكل عصر وسائطه التي تخدم آدابه وفنونه.<br />
في عالمنا العربي بدأ عصر التنوير مع القرن<br />
العشرين واستفاد الأدباء والكتاب العرب من تقنية<br />
المسارح والإذاعة والسينما في تقديم أعمال أدبية<br />
بارزة، والتعريف بالكتاب ، ومصر هي الدولة الثانية<br />
في العالم بعد هوليوود في ظهور السينما.. ولهذا فلا<br />
عجب أن يكون نجيب محفوظ الأديب العربي الوحيد الذي<br />
نال نوبل حتى الآن من أوائل الأدباء العرب الذين كتبوا<br />
السيناريو السينمائي، وأكثر كاتب عربي تحولت<br />
أعماله الروائية إلى أفلام وصلت إلى الملايين من<br />
الأميين العرب الذين لم يقرأوا له كتابا واحدا.<br />
ولأننا نعيش اليوم عالما متقلبا السيطرة فيه<br />
للسياسة المباشرة وللإعلام ووسائط الاتصال الأخرى<br />
في انحسار القراءة الورقية، يفترض بالمشتغلين<br />
بالأدب الاستفادة من هذه التقنية الحديثة.. وقد أعجبت<br />
بجواب الأديب باولو كويللو حين سئل عن أثر الإنترنت<br />
في ترويج الأعمال الأدبية، فأجاب بأن مبيعات<br />
كتبه تضاعفت منذ بدأ بنشرها على مواقع التواصل<br />
الاجتماعي والإنترنت.<br />
وإذا كان كاتب عالمي بشهرة كويللو قد أحس الفرق<br />
فإن على الكتاب الآخرين ممن لم تتحقق لهم الشهرة<br />
نفسها أن يقدموا على نشر أعمالهم أو مقتطفات منها<br />
95<br />
في هذه الوسائط.<br />
لقد اختفت من الساحة النقدية والأدبية مصطلحات<br />
سادت المدارس النقدية المختلفة في القرن العشرين،<br />
ولعل أبرزها مصطلح الالتزام، دون أن يعني أيديولوجية<br />
الأدبـ أو المساس بحرية التعبير, ولهذا يواجه الأدب<br />
أحيانا أزمة انتشار ووضع تعريف للأديب الحقيقي مع<br />
سهولة النشر ورقيا أو على الإنترنت.<br />
وفي عالمنا العربي الذي يعيش مرحلة ما سمي”<br />
بالربيع العربي””لا يجوز الإدعاء بأن الأدب كان المحرك<br />
الوحيد للثورات رغم ظهور العديد من الأعمال التي رصدت<br />
الواقع المتفجر، ثم ظهور العديد من الروايات التي<br />
صورت الثورات العربية وإن لم ترق إلى مستوى الأعمال<br />
الكبرى فالروائي يحتاج الوقت ليستوعب المتغيرات<br />
السياسة والفكرية.<br />
ولا شك أن السؤال الهاجس لأي اديب معاصر، سواء في<br />
منطقتنا العربية التي تعيش مخاضها السياسي<br />
والفكري والاقتصادي، أو في العالم المستقر هو “هل<br />
أكتب لنفسي أم لأغير العالم من حولي؟<br />
لا يستطيع كاتب أن يدعي أنه يكتب لنفسه أو اكتفاء<br />
ذاتيا أو لمتعة وجدانية فقط، فرغم هذا الشعور الذي<br />
يجعل الكاتب يحتمل ما يصادفه ـ إلا أنه لا يعادل لحظة<br />
اعتراف من المجتمع والنقد والاحتفاء بالتجربته<br />
الأدبية.<br />
ولكن مع عصر الإنترنت والعدد الهائل من المجلات<br />
الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لكتاب العالم<br />
والأفراد وبلغات عالمية مختلفة، هل يمكن اعتبار أن<br />
حوار الثقافات الذي لم تنجح الدول في إقامته تمكن<br />
منه الأفراد في أنحاء العالم، وسحبوا البساط من تحت<br />
أرجل منظمات إقليمية ودولية رعته لسنوات عديدة؟<br />
إن الجانب االسلبي لوسائط هذا العصر أنها عمقت<br />
على نحو ما المشاعر الإثنية والطائفية. ووسعت هوة<br />
عدم الفهم في العلاقة بالآخر المتخيل، هذه العلاقة<br />
الملتبسة بين الشرق والغرب، فالجغرافيا السياسية<br />
أنتجت افكارا مليئة بالمشاكل والرفض والدماء وما<br />
زالت.<br />
والسؤال ما هو دور الأدب في القرن الحادي والعشرين؟ وهل<br />
ما زال قادرا بصورته التقليدية، الرواية والشعر والقصة<br />
على إحداث اثر واضح في مجتمعاته؟