21.11.2014 Views

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

202<br />

العلمانية فى الغرب<br />

العلمانية ثقافة خاطئة حكمت بعض العلمانيين العرب ممن ينتهجون المناهج الغربية لمجرد أنها غربية ولا<br />

يطالعون أصل الفكر عند أهله ؟!‏<br />

وهو فكر خرج هو وفكر الشيوعية والصهيونية من مشكاة واحدة ألا وهى إبعاد الدين عن سائر قضايا الحياة<br />

فلا يكون الدين رقيبا أو حكما أو مشرعا بل يصبح أمرا شخصيا يخص صاحبه داخل جدران منزله فحسب<br />

بمعنى أنه لا يقبل أن يخرج بتدينه إلى خارج حدود المنزل<br />

ورأينا هذا واضحا بالطبع فى قضية رفض فرنسا لحجاب المسلمات وتعطيل أى مظاهر دينية فى تركيا منذ أيام<br />

أتاتورك<br />

وقد قامت حمى العلمانية بأوربا بعد عصور الظلام مباشرة وعند بدء عصر النهضة كرد فعل طبيعى على<br />

الكوارث التى تسببت فيها الكنيسة ومحاكم التفتيش على مدى قرون فحاربت الكنسية كل منهج وبسطت<br />

سلطتها على سائر شئون الدولة فأفسدتها أيما إفساد<br />

متحدثون باسم االله ولهم سلطانه على الأرض<br />

,<br />

!<br />

بعد أن نصب الكهنة أنفسهم كرجال دين وتشريع<br />

وفى نفس الوقت وفى مقابل عصور الظلام كانت الحضارة الإسلامية فى قمة تألقها بالفكر الإسلامى والحكم<br />

الإسلامى الذى يعود بالسلطة ومصدر التشريع لأحكام المشرع وهو االله جل وعلا وحده وما أنزله فى رسالته<br />

الخاتم بعكس الأسلوب الكنسي القائم على حق الحاكم فى السلطة بمقتضي الحق الإلهى وهى نظرية قانونية<br />

جعلت من الحكام والأباطرة حاكمون باسم االله<br />

وقامت الثورة الفرنسية وهدمت سلطة الكنيسة وأعلنت العلمانية منهجا وبالمثل قامت الثورة البلشفية فى روسيا<br />

وأسقطت الدين من حساباتها بدستورها الناص على أنه لا إله والحياة مادة<br />

..<br />

ونفذت أوربا تجربة العلمانية بعد قرون التخلف التى تسلطت فيها الكنيسة والرهبانية ومحاكم التفتيش وكلها<br />

أمور تم إستخدامها من العلمانيين العرب فى مواجهة الإسلام عن جهل عنيف ومغالطة مقصودة لأن هذه<br />

المفاهيم لم يعرفها الإسلام فى أى عصر من عصوره بل قامت أحكامه على أن كل بن آدم خطاء<br />

حجة لشخص فى الدين إطلاقا بعد النبي عليه الصلاة والسلام<br />

,<br />

ُ<br />

ٌ<br />

,<br />

وليس هناك<br />

وكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب مقام الرسالة<br />

ومنذ تسعينيات القرن الماضي تنبه الغرب لحقيقة فادحة أفصح عنها وركز عليها تركيزا شديدا وهى أنهم فى<br />

ظل المادية البحتة عطلوا كل منافذ الروحانيات الضرورية وهى الأمور التى فشلوا فى التعبير عنها بمفهومها<br />

الأصلي وهى غياب الدين عن شئون الحياة لأنهم خرجوا من خطأ إلى خطيئة<br />

فبدلا من أن يعدلوا من عقيدتهم الفاسدة للعقيدة الصحيحة رفضوا العقائد فى مجملها فتكشفت لهم نتيجة<br />

ذلك فى إحصائيات مفزعة تبين انتشار معدلات الإنتحار لدرجة الهوس وتفكك المجتمع وإنحلاله وغياب

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!