Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
- TAGS
- saaid.net
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
76<br />
الوقوف أمام المرآة<br />
الوقوف أمام مرآة النفس أصعب تجربة من الممكن أن يمر بها الإنسان عامة والمثقف بشكل خاص<br />
.. لأنها<br />
..<br />
تجربة تقييم الذات بالذات ومواجهة النفس بالنفس خارج حدود المكابرة المألوفة إذا جرى الوقوف أمام الغير<br />
لأن الوقوف أمام الغير وقوف من الممكن الهروب منه باختلاق صور ومبررات تكفل للمرء هروبا نفسيا من<br />
مواجهة قد تكشفه أمام الناس<br />
..<br />
أمام المرآة يكون وقوفا أمام صورة حقيقية بدون رتوش<br />
..<br />
لكن هذا المعيار غير قابل للتواجد فى مواجهة النفس بالنفس لأن الوقوف<br />
وإذا كان لزاما على المثقفين الإنتباه والتبصر بضرورة الوقوف للحظات أمام المرآة<br />
..<br />
فالأكثر لزوما هو ضرورة أن يكون هذا الوقوف فى الجانب الصحيح لأن معظم من يتحدث سواء باليأس أو<br />
بالدفاع عن حال الثقافة فى هذا العصر<br />
تصغر له صورته وحجمه ودوره<br />
..<br />
,<br />
ّ ُ<br />
تراه غالبا وقف أمام مرآة غير مناسبة فإما أنه يقف أمام مرآة محدبة<br />
فيكون الناتج الطبيعى هو اليأس والإنغلاق<br />
..<br />
..<br />
وإما تراه واقفا أمام مرآة مقعرة<br />
ُتضخم له صورته بأكثر من واقعيتها وتعظم له دوره بغير أساس من المنطق فتتولاه عقدة العظمة التى تدفعه<br />
للإيمان الزائد بقدراته فان لم يجد المدح والثناء المطلوب ممن حوله يكون تبريره أمام نفسه أنه أكبر من<br />
الناقدين له بالسلب وأنه الوحيد والفريد وما إلى ذلك<br />
..<br />
وما بين الصورتين ترى المجتمع الثقافي الحالي حافلا بكثير من المتناقضات همشت دوره بل وجعلت من<br />
ّ<br />
مجتمع المثقفين مظهرا للإمتهان والسخرية فى مختلف الأوساط<br />
وهذه نتيجة طبيعية للخلفية التاريخية التى درسناها عن حرب السبعينيات<br />
..<br />
فمعظم الأجيال الجديدة من<br />
المثقفين فى الثمانينات والتسعينات وحاليا بأوائل القرن الحادى والعشرين يمكن اعتبارهم مخلفات تلك<br />
! الحرب<br />
والمخلفات الحربية عبارة عن أسلحة جزء منها صالح للإستخدام بحالته أو بعد إصلاح بسيط وهم أولئك<br />
المثقفون الذين حافظوا على هويتهم وسط ظروف عاتية من التجاهل والتهميش وهو كمعوق أشد أثرا بكثير من<br />
ّ ُ<br />
مواجهة الحرب على الثقافة مع السلطة أو مع غيرها وهذا طبيعى لأن التجاهل يقتل ويدمر بينما الصراع يزيد<br />
المثقف تمسكا بهويته ودوره<br />
وجزء منها يلزم له تدخل بقطع غيار حتى يمكن أن يكون ذى فائدة وهم أولئك المثقفون الذين انهارت<br />
إرادتهم نوعا ما فى مواجهة روح العصر الجديد فيلزم لهم دفع خارجى غير متوافر فى الأعم الأغلب نتيجة<br />
لخلو الساحة من المفكرين الجادين من جيل الأساتذة الذين ابتعدوا عقب معركة السبعينيات لأسباب متباينة