21.11.2014 Views

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

كتاب تعلم كيف تكون مثقفا.pdf

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

22<br />

وقس على هذا سائر الجماهير العربية إزاء جميع القضايا فى المجتمع<br />

,<br />

يتشتت شملهم وقناعاتهم حسب<br />

الصدفة فأينما تلقي العيون بصرها إلى مقال فى صحيفة أو برنامج فى شاشة تجد المشاهدين يتوزعون انتماء<br />

ً<br />

بين مختلف الأقوال وكل منهم لا يعرف إلا وجهة النظر التى سمعها ولم يفهم منها شيئا بل أخذ فى القضية<br />

حكما حسبما رأى وسمع وانتهى الأمر<br />

وذلك بسبب غياب الحس الثقافي الذى لا يأخذ أى قول أيا كان على عواهنه<br />

يتعلق بحكم قرآنى أو نبوى<br />

,<br />

..<br />

على ما يسمع من الأشخاص ولا شأن له بما يأتون به<br />

أوهام وعقائد فاسدة<br />

,<br />

..<br />

بل يمحص ويتدبر طالما أنه لا<br />

وهذا طبيعى لأن غياب هذا الحس يسلب الإنسان قدرة التمييز فيغلق فهمه<br />

هل هى وجهات نظر علمية أو حقيقية أو سليمة أو أنها<br />

ومن أمثلة ذلك ما يعانيه بعض العلماء عند مناقشة العامة الذين لا يعرفون الفارق بين عالم متخصص أو مفكر<br />

حقيقي وبين ذوى الهوى والغرض<br />

..<br />

,<br />

فتستمع لمناقشات تضحك حتى البكاء بناء على قناعات مسبقة أخذوها بشكل مطلق<br />

ُ<br />

مثلا تميل الجماهير فى بلادنا لكل من تحاربه الدولة من المفكرين والعلماء والسياسيين وحتى من آحاد الناس<br />

دونما تفريق بين من منعته الدولة وهى على باطل وهو على الحق<br />

,<br />

وبين الذى اختلف مع الدولة فكان اختلافا كاختلاف اللصوص على الغنيمة<br />

اختلاف الدولة مع الأحزاب<br />

,<br />

,<br />

مصر أثناء قضية نصر أبو زيد مثلا<br />

وما أكثرهم لأنه يقوم بتوعية الجماهير<br />

كلاهما على الباطل مثل<br />

وبين من منعته الدولة أو عاقبته على خطأ وكان موقفها صحيحا كما حدث فى<br />

وقد منعت مصر محمد حسنين هيكل من وسائل إعلامها الرسمية<br />

,<br />

فمالت الجماهير إليه لأنه رجل ثقة فى<br />

معلوماته حتى وإن اختلفت معه فى التحليل , ولا ينافس النظام لا فى طلب حكم ولا فى انتخابات<br />

له بالغرض فيما يقوم به<br />

,<br />

..<br />

ولا شأن<br />

لكن أن تقوم الجماهير بتتبع آخر كل مؤهلاته أنه اختلف مع النظام فسجنه ومعه<br />

تاريخ قديم عريض من الزيف والخداع وتفضيل مصلحته الشخصية حتى لو كانت على حساب المصالح<br />

.. الوطنية<br />

هذا هو الذى يثير الحسرة<br />

!<br />

وما كان هذا إلا لغياب الوعى ومحاولة مطالعة الأوراق الكاشفة لتلك الهويات<br />

..<br />

الناصحين إما لأن الشباب يهملون السماع وإما أن الكبار تمت التضحية بهم على مذابح الإهمال<br />

وعدم وجود الكبراء<br />

ومن المؤسف حقيقة أن الوعى المدرك لدى الأجيال الماضية كان متوافرا لدى معظمهم وهم أميون لا يعرفون<br />

القراءة والكتابة وليس فى الأمر تناقضا<br />

فالثقافة لها عدة أوجه بالذات فى عصرنا الحالى سماعا ورؤية وقراءة وكانت أيضا متنوعة لدى أجيال آبائنا<br />

وأجدادنا للأميين فى شيوخ المساجد على المنابر وفى أجهزة المسماع<br />

المدارس<br />

{ الراديو }<br />

ُ وكانت فى مدرسي<br />

,<br />

والذين لم تكن وظيفتهم تعليم الطلاب فى مدارسهم فقط بل كانت تمتد لسائر المجتمع القروى<br />

,

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!