Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
Ùتاب تعÙÙ ÙÙ٠تÙÙÙ Ù Ø«ÙÙا.pdf
- TAGS
- saaid.net
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
218<br />
فالدولة الدينية لا يعرفها الإسلام مطلقا<br />
بنصوص صريحة فى القرآن والسنة<br />
,<br />
,<br />
ولأن العلمانيون يعتمدون اعتمادا كليا على خلط الأوراق<br />
فيه كوسيلة لمحاربته والتخويف وإثارة الفزع منه<br />
,<br />
,<br />
وأحد الثوابت التى أسسها الإسلام كان إبطال الكهنوت والرهبنة<br />
فكان من الطبيعى أن يدعوا على الإسلام ما ليس<br />
ولم يكونوا أمناء فى آرائهم رغم الطنطنة التى يروجون لها<br />
عن حرية التعبير وقبول الآخر لأنهم حاربوا معركتهم حربا غير شريفة عن طريق تزوير المصادر والإفتئات على<br />
التاريخ والعقيدة<br />
..<br />
ولكى ندرك حجم الخديعة العلمانية تعالوا بنا بقواعد البحث العلمى نتعرف على ما هية الدولة الدينية<br />
وطبيعتها ثم نقارن ذلك كله بالشريعة الإسلامية ونرى ونحكم<br />
الدولة الدينية هى الدولة التى يخضع نظامها السياسي لما يسمى برجال الدين ,وتصبح المؤسسة الدينية هى<br />
بذاتها المؤسسة الحاكمة أو الرقيبة على الحكم والتى تملك ما يمكن أن نسميه حق الفيتو ولا تملك السلطة<br />
التنفيذية تعديلا على أحكامها وتدخلاتها فى كافة مناحى الحياة<br />
,<br />
ومعنى هذا ببساطة أن رجال الدين يقومون مقام الإله ت وليس حتى مجرد النبي أو الرسول بل مقام الإله<br />
المشرع فتصدر عنهم القوانين والتشريعات دون أى استناد لدستور ثابت أو واضح حيث تتغير القوانين وفقا<br />
لأهوائهم ووفق لما يصدرونه من أحكام<br />
,<br />
وقد ظهرت الدولة الدينية فى نموذجها الأول فى نظرية قانونية قديمة اسمها<br />
)<br />
الحكم بمقتضي الحق الإلهى<br />
(<br />
وفيها يقوم الكهنة بتنصيب الحاكم الذى يعتبر وكيلا أو ابنا للإله ويحكم بالتشاور مع مؤسسته الدينية بلا أدنى<br />
رقابة أو اعتراض أو حقوق من الشعب أو عامته أو حتى خاصته من العلماء<br />
وقد سادت هذه النظرية فى أوربا ردحا طويلا من الزمن<br />
..<br />
,<br />
وتطورت إلى الأسلوب الكنسي الذى تسلطت فيه<br />
الكنيسة على شئون الحكم فى العصور الوسطى وأصبح الرهبان والقساوسة كمن قبلهم من أحبار اليهود<br />
يقومون بالوكالة عن السماء فى التشريعات دون التفات إلى الشريعة السماوية التى ينتمون ظاهرا إليها وهى<br />
المسيحية أو اليهودية<br />
ووصلت الدرجة بالكنيسة أنها نفذت أحكام الهرطقة على كبار علماء عصرها مثل جاليليو الذى خالف قول<br />
الكنسيين فى علوم الفلك<br />
,<br />
كما قامت الكنيسة بالسيطرة على العامة بصكوك الغفران حيث منحت الكنيسة<br />
حق العفو الإلهى لإرادة الرهبان وقام معظم القساوسة فى ذلك العصر بالتجارة بصكوك الغفران وبيعها<br />
للمواطنين<br />
ولم تقتصر نظرية الحق الإلهى والدولة الدينية على تحريف الأديان السماوية فقط<br />
فى العقائد الأرضية الوثنية مثل المجوسية<br />
,<br />
( عبدة النار )<br />
بل إنها كانت أوضح ظهورا<br />
حيث أرسي الإمبراطور الفارسي ورجل الدين ساسان