28.11.2014 Views

BOOK 85-small

BOOK 85-small

BOOK 85-small

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

‏)إلى إيفان(‏<br />

البندقية،‏ 24 مارس 1891<br />

أنا اآلن في البندقية.‏ وصلت هنا منذ يومين قادماً‏ من فيينا.‏ ولم أرَ‏ في<br />

حياتي مدينة بمثل روعة فينسيا.‏ إنها في غاية السحر والتألّق والبهجة،‏<br />

إنها مفعمة بالحياة.‏ وبدالً‏ عن الشوارع والطرقات تمتد القنوات،‏ وبدالً‏<br />

من سيارات األجرة،‏ يسير الجندول.‏ والعمارة هنا مذهلة،‏ وتكاد ال توجد<br />

بقعة هنا تخلو من المالمح التاريخية أو الفنية.‏ وعلى متن الجندول،‏ وعبر<br />

القنوات،‏ يمكنك أن تشاهد قصر الدوق حيث عاشت ديدمونة،‏ وكذلك<br />

بيوت كثير من الرسّ‏ امين،‏ والكنائس.‏ وفي الكنائس توجد منحوتات<br />

ورسومات لم نحلم بها حتى.‏ فعالً‏ إنها مدينة فاتنة.‏<br />

وطوال اليوم،‏ من الصباح الباكر وحتى المساء،‏ ال أغادر الجندول،‏ وال<br />

أتوقف عن التجوُّل،‏ أو أدور بتؤدة حول ميدان سان مارك المشهور.‏<br />

والميدان منبسط ونظيف كما لو كانت أرضيته من الباركيه.‏ وهنا،‏ في<br />

سان مارك،‏ ما تعجز الكلمات عن وصفه،‏ قصر الدوق وغيره من البنايات<br />

التي تجعلني أشعر كما لو كنت أنصت إلى جوقة تغني،‏ أستشعر الجمال<br />

المذهل والمتعة فيها.‏<br />

أما مساءً،‏ فيا إلهي،‏ إنها تتَّسم بغرابة وروعة ال يمكن احتمالهما:‏ االنتقال<br />

بالجندول،‏ الدفء،‏ الهدوء،‏ والنجوم،‏ وال وجود للخيول في البندقية،‏<br />

ولذلك يعمّ‏ السكون كما في الريف.‏ تروح الجنادل وتجيء،‏ ثم يمرّ‏<br />

جندول مُضاءً‏ بالفوانيس.‏ وعليه آالت مختلفة؛ دوبل باس،‏ وكمانات<br />

103

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!