Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
لكن، كانت الفودكا متوافرة. الروسي خنزير كبير، فإذا سألته لماذا ال<br />
يأكل اللحم أو السمك، سيُرجِ ع ذلك إلى غياب وسائل المواصالت<br />
واالتّصاالت... إلى آخر تلك األسباب، رغم أن الفودكا موجودة بكميات<br />
كبيرة، لكن في قرى بعيدة للغاية. وبوسع المرء أن ِ يخمّ ن أن جلب اللحم<br />
والسمك البدّ يكون أسهل من جلب الفودكا صعبة النقل وباهظة الثمن.<br />
بالتأكيد إن تناول الفودكا أكثر متعة من صيد السمك من بحيرة بيكال أو<br />
تربية الماشية.<br />
وعند منتصف الليل وصلت باخرة صغيرة، وذهبنا لنستطلع األمر، وانتهزنا<br />
الفرصة لنسأل عن أي شيء صالح لأل كل. وأخبرونا أنه سيكون بوسعنا أن<br />
نتناول طعام الغداء غداً، لكن، اآلن، الوقت ِ متأخّ ر، لقد انطفأت نيران<br />
المطبخ... إلخ.. شكرناه بالنسبة للغد، فعلى ٍ كلّ أصبح هناك شيء نتطلع<br />
إليه!. لكن واحسرتاه! جاء ربّان الباخرة وأخبرنا أن الباخرة ستبحر غداً<br />
في الرابعة من بعد الظهر مُتَّجهة إلى كلتوك. شكرناه، ونحن في البار،<br />
حيث لم تكن من مساحة لنتحرّك فيها.<br />
شربنا زجاجة بيرة حامضة رديئة الطعم )الزجاجة بخمسة وثالثين كوبكاً(،<br />
ورأيت في أحد األطباق كريّات بلون الكهرمان، كانت كافيار السالمون.<br />
عدنا إلى الحجرة التي استأجرناها لننام. سئمت من النوم، فيومياً كان<br />
عليّ أن أبسط معطفي المصنوع من جلد األغنام بطبقة الصوف ألعلى،<br />
وتحت رأسي أضع معطفاً سميكاً مطوياً، ووسادة كذلك، وأستلقي على<br />
هذه الكومة مرتدياً صدرية وبنطاالً... أيتها الحضارة، أين أنت؟.<br />
اليوم، تهطل األمطار وبحيرة بيكال يغمرها الضباب. »كم هو شائق<br />
هذا!«، ِ أخمّ ن أن سيماشكو ِ سيعلّق بهذه الجملة. هذا مملّ، لم أجد سوى<br />
84