Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ال أستطيع االنتقال، ويجب أن أنتظر... وعندما تساءلت: إلى متى؟<br />
جاءت اإلجابة: الربّ وحده يعرف!. يالها من إجابة مبهمة! كذلك، كنت<br />
قد أقسمت على التخلُّص، خالل هذه الرحلة، من اثنين من نقائصي والتي<br />
كانت مصدراً لقدر كبير من الكلفة والمشاكل واالرتباك، وأعني بذلك<br />
استعدادي لالنقياد، وسهولة إغرائي؛ فسرعان ما أوافق، وبناء على ذلك<br />
أضطرّ للسفر بأية حال، مما يضطرّني، أحياناً، إلى دفع ضعف النفقات<br />
واالنتظار لساعات كذلك. أقسمت أن أرفض الموافقة واالنقياد، وهكذا<br />
تراجعت آالم جانبي. على سبيل المثال، عندما أحضروا عربة نقل غير<br />
مناسبة، فلقد كانت كارة عادية وكثيرة االرتجاج، رفضت أن أسافر بها،<br />
وأبديت إصراراً على ذلك، وبداخلي ثقة أن هناك عربة أخرى، البدّ<br />
ستظهر، رغم أنهم قد يعلنون أنها غير موجودة في القرية كلها... إلخ.<br />
وحقيقة، شككت أنه تمّ اختراع مسألة فيضانات نهر إرتيش، ببساطة،<br />
لتجنُّب القيادة خالل هذا الوحل ليالً. احتججت وطلبت منهم أن ينطلقوا.<br />
وافق الفالح الذي سمع عن الفيضانات من كوزما، لكنه لم يرها، وشجّ عه<br />
الرجال العجائز بقولهم إنهم عندما كانوا شباباً، واعتادوا القيادة، لم<br />
يكونوا يخشون شيئاً. وانطلقنا، وسط هطول متزايد لألمطار وهبوب<br />
للعواصف، وتزايد الصقيع... وشعرت بحذائي البوت على قدميّ . هل<br />
تعرفين كيف يكون الشعور بحذاء البوت عندما تمتلئ بالماء؟ إنها تصبح<br />
كما لو كانت مصنوعة من الجيلي. واستمر تقدُّ منا عبر الطريق، ويالهول<br />
ما رأيت! لقد تجسَّ دت أكاذيبهم أمام عيني في هيئة بحيرة هائلة، تظهر<br />
خاللها األرض في شكل بقع متناثرة هنا وهناك، وكذلك األجمات: تلك<br />
هي السهول التي أغرقها الفيضان.<br />
ومن بعيد تراءت ضفة نهر إيرتيش، وعليها تنتثر أشرطة بيضاء من الثلج.<br />
بدأنا االنطالق بالعربة مجدَّ داً عبر البحيرة. ربما كان علينا أن نعود<br />
57