Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
يالطا، 14 فبراير، 1900<br />
عزيزتي الممثّ ِ لة،<br />
الصور رائعة للغاية، خاصة تلك الصورة التي تظهرين فيها مستلقية وعلى<br />
وجهك مسحة حزن، ومنكباك يستندان على ظهر مقعد، مما يضفي عليك<br />
مسحة من الشجن الشفيف، وتعبيراً لطيفاً يخفي روحاً شيطانية صغيرة.<br />
وهناك صورة أخرى جيدة، لكنك فيها تبدين شبيهة قليالً بامرأة يهودية<br />
تقليدية، مثل موسيقية تحضر درساً في معهد الموسيقى، لكن في الوقت<br />
ذاته تدرس طبّ األسنان على طبيب بارع وذلك كتخصُّ ص ثانٍ ، وهي<br />
مخطوبة وستتزوج رجالً في موجيليف، وهذا الخطيب شخص يشبه »م«<br />
هل أنت غاضبة؟ حقاً، غاضبة حقاً؟ إنه انتقامي منك ألنك لم ِ توقّعي<br />
لي على هذه الصور.<br />
من بين السبعين زهرة التي زرعتها الخريف الماضي، ثالثة فقط لم تنبت.<br />
فجميع زهور الليلك والسوسن والتوليب ومسك الروم والمكحلة، جميعها<br />
نبتت. والصفصاف اخضوضر فعلياً. وهناك وفرة من العشب األخضر<br />
بالقرب من المقعد الصغير الموجود عند الزاوية. وشجرة اللوز أزهرت<br />
هي األخرى.<br />
لقد وضعت مقاعد صغيرة في جميع أرجاء الحديقة، لم أختر تلك<br />
المقاعد الضخمة ذات القوائم الحديدية، بل اخترت تلك المصنوعة من<br />
الخشب بعد أن قمت بطالئها باللون األخضر. كذلك قمت ببناء ثالثة<br />
جسور فوق المجرى المائي. وزرعت أشجار النخيل. فعلياً، توجد جميع<br />
أنواع األشياء الجديدة، لدرجة أنك لن تتعرَّفي إلى المنزل أو الحديقة<br />
138