BOOK 85-small

إنها تطير فوق الرؤوس،‏ إنها تطير بالقرب من عربة الشيز،‏ وتسبح في
البحيرات والبرك.‏ اختصاراً،‏ لو معي بندقية من أردأ األنواع،‏ الصطدت
اآلالف منها في يوم واحد.‏
وبوسع المرء أن يسمع صيحات اإلوز البري،‏ فهناك أعداد كبيرة منه
أيضاً.‏ وكثيراً‏ ما يصادف المرء سرباً‏ من الكركي أو البجع،‏ وكذلك طيور
الشنقب ( )) ودجاج األرض،‏ وهو يرفرف بأجنحته بين أجمات أشجار
البتوال.‏ وهنا ال يتمّ‏ اصطياد أو أكل األرانب البرية التي تقف منتصبة على
أرجلها الخلفية مشرعة آذانها،‏ وهي تراقب العابرين بنظرات فضولية دون
أدنى توجُّ‏ س.‏ كثيراً‏ ما تشاهدها وهي تجري عبر الطريق،‏ وال يُعَدّ‏ ذلك،‏
هنا،‏ بمثابة نذير شؤم.‏
الجو بارد...‏ ارتديت معطفي الفرو.‏ جسدي بخير،‏ لكن قدميّ‏ ِ متجمّ‏ دتان.‏
لففتهما بالمعطف الجلدي،‏ لكن دون فائدة...‏ ارتديت بنطالين أحدهما
فوق اآلخر.‏ وفي أثناء تقدُّ‏ منا في الطريق،‏ تتراءى لنا سريعاً‏ أعمدة
التلغراف وبرك المياه وأجمات أشجار البتوال.‏ مررنا ببعض المهاجرين،‏
ثم بسجن للترحيل...‏ قابلنا مسافرين سيراً‏ على األقدام يحملون القدور
على ظهورهم،‏ هؤالء الذين يجوبون سهول سيبريا من أقصاها إلى أقصاها
دون مانع أو رادع.‏ ذات مرة قتلوا امرأة عجوزاً‏ ليسرقوا تنّورتها التحتانية
ليلفّوا بها أرجلهم،‏ ومرة أخرى سرقوا الصفيحة المعدنية التي ِ تحدّ‏ د
المسافة ِ المتبقّية،‏ وربّما في هذا فائدة ما،‏ وفي مرة أخرى سيحطّ‏
رأس أحد ِ المتسوّلين،‏ أو يفقأون عيني أحد اإلخوة المنفيين،‏ لكنهم
‏-أبداً-‏ ال يتعرَّضون للمسافرين.‏
ِ مون
وإجماالً،‏ السفر هنا آمن للغاية طالما األمر يتعلّق باللصوص.‏ وال يتذكّ‏ ر
1- :Snipe الشنقب،‏ الجُ‏ هلول،‏ الشكب،‏ الباسكين،‏ طائر طويل المنقار.‏
46