Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
نيس، االثنين، في أسبوع اآلالم، أبريل، 1891<br />
نحن اآلن في نيس، على ساحل البحر. الشمس مشرقة، والجو دافئ،<br />
واألخضر يكسو كل األمكنة، والجوّ مشبع باألريج الفوّاح. وتستغرق<br />
الرحلة من نيس إلى المدينة ذائعة الصيت؛ موناكو، ساعة فقط. وفي<br />
موناكو فندق مونت كارلو، حيث يُلعَب القمار »الروليت«. لك أن تتخيّل<br />
حجرات »ذا هول أوف نوبيليتي - Nobility ،»the Hall of لكنها<br />
أكبر وأجمل وأفخم. هناك مناضد كبيرة، وعليها يتمّ لعب الروليت، وهذا<br />
اللعبة سأصفها لك عند عودتي. أول أمس ذهبت إلى مونت كارلو،<br />
حيث لعبت وخسرت. اللعبة مذهلة للغاية. فبعد الخسارة، تأمّلت، أنا<br />
وسوفرين فيلس، هذه اللعبة، وتوصلنا إلى نظام يضمن المكسب لمن<br />
يتّبعه. وذهبنا أمس، وكان بحوزة كل منا 500 فرنك فرنسي، وفي الجولة<br />
األولى راهنت وربحت قطعتين ذهبيتين، وتكرَّر ذلك مرة بعد أخرى حتى<br />
امتألت جيوب صدريتي بالذهب. وأصبح بحوزتي نقوداً فرنسية تعود<br />
لعام 1808، باإلضافة إلى عمالت نمساوية ويونانية وإيطالية وبلجيكية.<br />
لم يسبق لي أن رأيت هذا الكَ مّ من العمالت الذهبية والفضية. وكنت<br />
قد بدأت اللعب في الخامسة مساءً، وعند العاشرة لم يكن في جيبي<br />
حتى فرنك واحد، ولم ِ يهوّن األمر عليّ سوى وجود تذكرة العودة إلى<br />
نيس في جيبي. وهكذا كان األمر يا أصدقائي! وأعرف أنك ستقول:<br />
»ياله من سلوك وضيع! فنحن فقراء للغاية، بينما هو في الخارج يلعب<br />
الروليت«، وهذا قول عادل تماماً، وأسمح لك أن تنتقدني بعنف كما<br />
تشاء. لكنني -شخصياً- سعيد للغاية بما فعلته. فبأي حال، اآلن أصبح<br />
بوسعي أن أحكي ألحفادي أنني لعبت الروليت، وخبرت شعور اإلثارة<br />
عند المقامرة.<br />
119