Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الصفحات من ترجمتها الرائعة لألدب الروسي. وكانت عند االنتهاء من<br />
صفحة، تقوم بإلقائها فوق كومة من األوراق على األرض دون حتى أن<br />
ترفع رأسها، لتبدأ الترجمة من جديد. وكانت هذه الكومة ترتفع لتصل<br />
إلى ركبتيها، ليبدو المشهد كلّه سحريّاً..«.<br />
وكما قال إزرا باوند: »بدون جارنيت، لم يكن أدباء القرن التاسع عشر<br />
الروس ليتركوا هذا التأثير السريع على األدب األميركي في بداية القرن<br />
العشرين. ففي »قبضة متحرّكة« يذكر همنجواي بحثه في أرفف سلفيا<br />
بيتش عن األعمال األدبية الروسية، وكيف أنه وجد فيها عمقاً وإنجازاً<br />
لم يُعرَفا قبلها قَطّ . فقبل ذلك قيل له إن »كاثرين مانسفيلد« كاتبة قصة<br />
جيدة، بل كاتبة قصة عظيمة، لكنه قال »بعد قراءة تشيخوف اكتشفت أن<br />
قصصها تافهة، فقراءة األدب الروسي بمثابة العثور على كنز.<br />
وعلى الجانب اآلخر، كان هناك منتقدون لترجمات جارنيت، من بينهم<br />
الروسيّان فالديمير نابوكوف، وجوزيف برودسكي. وانطلق انتقاد<br />
نابوكوف لترجمات جارنيت من رؤيته المعلنة بأن المترجم المثالي<br />
يجب أن يكون ذكراً. أما برودسكي، فانتقد ترجمات جارنيت الفتقارها<br />
إلى السمات المميزّة لكل كاتب، بما يسمح بالوقوف على االختالفات<br />
بينهم كما في اللغة الروسية، وقال »السبب الرئيس لندرة قرّاء اإلنجليزية<br />
القادرين على التمييز بين تولستوي وديستويفسكي، يعود إلى أنهم لم<br />
يقرأوا ما كتبه كالهما، بل قرأوا أعمالهما مكتوبة بأسلوب جارنيت«.<br />
ورأى آخرون من منتقديها أنها كانت ِ متسرّعة في ترجمتها، وكانت تغفل<br />
بعض التفاصيل الصغيرة ألجل سالسة الترجمة، خاصة في ترجماتها<br />
ألعمال ديستويفسكي، ومن ذلك -على سبيل المثال- أنها كانت<br />
تتجاهل األجزاء التي تضمّ كلماتٍ أو جمالً ال تفهمها.<br />
16