BOOK 85-small

‏)إلى نيكوالي(‏
موسكو،‏ 1886
أنت دائم الشكوى من أن الناس ‏»ال يفهمونك«!.‏ ولم يشكُ‏ جوته ونيوتن
من ذلك.‏ فقط المسيح اشتكى منه،‏ لكنه كان يتحدّ‏ ث عن العقيدة التي
جاء بها،‏ وليس عن نفسه.‏ إن الناس يفهمونك جيداً.‏ وإذا لم تفهم
نفسك،‏ فليس ذلك خطأهم.‏
أؤكّ‏ ِ د لك ‏-كأخ وصديق-‏ أنني أفهمك وأتفهَّم مشاعرك.‏ أعرف خصالك
الحميدة مثلما أعرف أصابعي الخمسة،‏ إنني أقدّ‏ ِ رها واحترمها للغاية.‏
وإذا أردت إثباتاً‏ لزعمي هذا،‏ فبوسعي أن أعدّ‏ ها لك.‏ أظنّ‏ أنك عطوف
لدرجة اللين،‏ شهم،‏ إيثاري،‏ ومستعدّ‏ لمقاسمة آخر مليم معك،‏ ولست
حسوداً‏ أو حقوداً،‏ طيب القلب،‏ تعطف على البشر والحيوانات،‏ جدير
بالثقة،‏ ال تحمل ضغينة أو تنافق،‏ وال تتذكَّ‏ ر اإلساءة،‏ ولديك هبة من
السماء قلّما يحظى بها اآلخرون،‏ لديك الموهبة.‏ وتضع الموهبة في منزلة
فوق ماليين البشر،‏ ألنه على ظهر األرض ‏-فقط-‏ هناك فنّان بين كل
مليوني شخص.‏ تضع موهبتك في منزلة خاصّ‏ ة،‏ حتى لو كنت ضفدعاً‏ أو
عنكبوتاً‏ سيحترمك الناس،‏ ألن الموهبة تغفر أي شيء.‏
لديك إخفاق واحد،‏ ويعود إليه زيف وضعك،‏ وتعاستك واضطراب
أمعائك.‏ ويتمثَّل هذا اإلخفاق في افتقارك التامّ‏ للثقافة.‏ سامحني،‏ من
فضلك،‏ لكن ‏-كما تعرف-‏ للحياة شروطها.‏ فمن أجل أن تعيش مرتاحاً‏
بين ِ المتعلّمين،‏ ولتتمكَّ‏ ن من معايشتهم بسعادة،‏ يجب أن تحوز قدراً‏
98