BOOK 85-small

قرية يار،‏ 45 فرستاً‏ من تومسك،‏ 14 مايو 1890
أمّي العظيمة،‏ ماشا الرائعة،‏ حلوتي ميشا،‏ وكل سكان بيتنا،‏ عند وصولي
إلى إيكاترينبرج،‏ تسلمت رداً‏ على برقيتي التي سبق وأرسلتها إلى
تايومين.‏ ‏»أول باخرة إلى توسمك ستتحرّك في الثامن عشر من شهر
مايو«.‏ ومعنى هذا أنه،‏ سواء أرضيت أم أَبَيْت،‏ سأضطرّ‏ إلى استخدام
الخيول في رحلتي.‏ وهذا ما فعلته.‏ غادرت تيامون في الثالث من مايو
بعد قضاء يومين أو ثالثة أيام في إيكاترينبرج؛ خصّ‏ صتها للعالج من
الكحّ‏ ة والبواسير.‏ وباإلضافة إلى خدمة النقل العام،‏ بوسع المرء أن
يستأجر سائقين خصوصيين لنقله إلى سيبريا،‏ وكان هذا اختياري رغم
أنه ال فارق بين االثنين.‏ فلقد وضعاني،‏ أنا خادم الرب،‏ في عربة شيز
تشبه السلّة،‏ وقادا الحصانين اللذين كانا يجرّان العربة،‏ بينما أنا جالس
في السلّة مثل سمكة ذهبية،‏ ناظراً‏ إلى عالم الربّ‏ ، ال أفكّ‏ ر في شيء...‏
تلوح سهول سيبريا،‏ كما أظن،‏ عند نهاية إيكاترينبرج،‏ والربّ‏ وحده يعلم
أين تنتهي،‏ إنها تشبه سهوب ))) جنوب روسيا،‏ باستثناء القليل من أجمات
أشجار البتوال متناثرة هنا وهناك،‏ وتلك الريح شديدة البرودة التي تلسع
الوجنات.‏ لم يكن الربيع قد بدأ بعد.‏ ليس ثمّ‏ ة خضرة على اإلطالق،‏
كانت األشجار عارية،‏ والجليد لم يكن قد تالشى من كل األماكن.‏
فهناك طبقة جليدية معتمة فوق سطوح البحيرات.‏ في التاسع من مايو
كان هناك ثلج صلب،‏ واليوم،‏ الرابع عشر،‏ تساقط الثلج صانعاً‏ طبقة
بسمك ثالث أو أربع بوصات.‏ ال أحد يذكر الربيع باستثناء البَطّ‏ . يااه،‏
يالهذه المجموعات من البطّ‏ ! لم أشهد في حياتي مثل هذه األعداد.‏
1- :Steppe سهب،‏ سهل واسع خال من الشجر.‏
45