You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
األرض، وتساقط متاعي فوقي، لكن هذا لم يكن كل شيء، فلقد كانت<br />
هناك عربة ثالثة مندفعة فوقنا، وكان هذا كفيالً بتحطيمي ومتعلّقاتي إلى<br />
ذرّات، لكن حمداً للرب! لم أكن نائماً، ولم تنكسر لي عظمة واحدة في<br />
هذا السقوط، ونجحت في النهوض سريعاً واالبتعاد عن موقع الحادث.<br />
»وصحت في سائق الكارة الثالثة: »توقّف«.... »توقّف«!، لكنها<br />
كانت مندفعة ولم تتوقف إال بعد االصطدام بالعربة الثانية. ومن المؤكد<br />
أني لو كنت قادراً على النوم في عربة الشيز، أو لو تبعت العربة الثالثة<br />
العربة الثانية مباشرة، لكنت سأعود كسيحاً أو فارساً بال رأس. وكانت<br />
نتيجة الحادثة، تحطّ م العربات، وتمزُّق حبال الجر والسروج، وتناثرت<br />
المتعلّقات على األرض، أما الخيول فلقد أصيبت بسجحات وجروح،<br />
وكانت منهكة للغاية، وتعاظم داخلنا شعور أننا في خطر. واتَّضح أن<br />
السائق األول نجح في كبح خيول عربته، أما السائقان اآلخران فكانا<br />
نائمين، وتبعت خيول عربتيهما العربة األولى دون أية سيطرة عليها. وعند<br />
اإلفاقة من الصدمة، انخرط سائقي العجوز والرجال الثالثة اآلخرون في<br />
تبادل الشتائم بضراوة. أوه، كم كانوا متجاوزين في تبادل السباب!.<br />
وظننت أن األمر سينتهي بعراك. وال يمكنك تصوُّر الشعور بالوحدة وسط<br />
هذا الوابل من السباب السوقي في الخالء، قبيل الفجر، وعلى خلفية<br />
النيران التي ترعى في العشب قريباً وبعيداً، دون أن تؤدّ ي هذه النيران<br />
إلى تدفئة هواء الليل البارد!. أوه، كم كان قلبي مثقالً بالحزن والخوف!<br />
فعندما سمعت السباب، وتطلَّعت إلى العربات المهشّ مة والحاجيات<br />
المبعثرة، بدا األمر وكأنني قد انجرفت إلى عالم آخر، كما لو كنت على<br />
وشك أن أُهشَّ م في لحظة.... وبعد ساعة من تبادل السباب واإلهانات،<br />
يضمّ السائق القوائم المفكّ كة بحبل، ويسعى إلى جمع ما تناثر، وحتى<br />
أحزمتي استخدمها في مهمّ ته هذه. ووصلنا إلى المحطة بطريقة ما، كنا<br />
نسير ببطء متناهٍ كما لو كنّا نزحف، ثم نتوقَّف من حين إلى آخر.<br />
55