Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بوكروفاسكايا ستانيستا، 23 يونيو 1890<br />
لقد أخبرتك توّاً أننا اصطدمنا بضفّة رملية. وعند بلوغ أوست سترايلكا،<br />
حيث يلتقي نهرا شيلكا، وأرجون )راجعي الخارطة(، علقت الباخرة<br />
في مياه ضحلة بعمق قدمين ونصف القدم، اصطدمت بصخرة، وأدّى<br />
ذلك إلى فجوات ِ متعدّ دة بجانبها، وامتأل مخزن الباخرة بالماء، وغرقت<br />
الباخرة حتى استقرّت بالقاع. وبدأوا بضخّ المياه منها باستخدام<br />
مضخّ ات، وإغالق الفجوات التي نشأت، وزحف بحّ ار عاري الجسد<br />
إلى المخزن، ووقف في المياه التي وصلت حتى رقبته، وحاول غلق<br />
الثقوب بكعبَيْ قدميه، وتمّ ت تغطية كل ثقب من الداخل بقطعة قماش<br />
مغموسة في الشحم، ووضعوا لوح خشب على القمّ ة، ثم ثبّتوا دعامة<br />
خشبية فوق األخير، وقد حملت السقف كما لو كانت عموداً. كانت تلك<br />
هي عملية اإلصالح. وكانوا يضخّ ون المياه إلى خارج الباخرة من الساعة<br />
الخامسة من بعد الظهر حتى الليل، دون أن يتسبَّب ذلك في إنقاص<br />
المياه، واضطرّوا إلى إيقاف العمل حتى الصباح التالي.<br />
وفي الصباح اكتشفوا المزيد من الثقوب في جسد الباخرة، وبدأوا<br />
محاوالت غلقها وضخّ المياه مجدَّ داً. كان البحّ ارة يقومون بضخّ المياه،<br />
بينما نحن -الركاب- كنا نروح ونجيء على سطح الباخرة، وال نتوقّف<br />
عن االنتقاد، واأل كل، والشرب، والنوم، وفعَلَ الربّان ووكيله كما فعلنا،<br />
ولم يبدُ عليهما أنهما في عجلة من أمرهما. وإلى اليمين كانت الضفّة<br />
الصينية، وإلى اليسار تقع ستانيستا، بوكروفسكايا، حيث يعيش القوزاق<br />
من »أمور« وإذا أراد المرء الذهاب إلى روسيا فله ذلك، وإذا أراد الذهاب<br />
إلى الصين فله ذلك، ليس هناك ما يحول دونه والقيام بما يرغب.<br />
87