BOOK 85-small

لكنه،‏ بعد ذلك،‏ كتب في رسالة إلى سوفورين:‏ إن ‏»سوناتا كريتزر«‏ اآلن
مضحكة بالنسبة إليّ‏ ، وتبدو مربكة،‏ أو أن رحلتي ‏)إلى سَ‏ خالين ) جعلتني
أبلغ سنّ‏ الرشد«.‏
وبعد هذه الرحلة توقَّف تشيخوف عن متابعة كتابة مشروع روايته الوحيدة
‏»قصص من حياة أصدقائي«،‏ بعد أن كان ورّط بطلها بموقفه ِ المتحمّ‏ س
من ‏»سوناتا كريتزر«‏ قبل ‏»جزيرة سَ‏ خالين«،‏ وإن كان قد أكْ‏ ثَرَ‏ الحديث
عن هذه الرواية إلى كثير من معارفه،‏ وعلى مدى سنوات ظلّ‏ يَعِدُ‏ بإنجازها
القريب؛ كتب في رسالة إلى أخيه ألكسندر في عام 1887 يقول:‏ ‏»عندي
رواية ليست مملّة،‏ ولكنها ال تصلح لمجلّة«.‏ وكتب يقول في رسالة إلى
جريجوروفيتش في عام 1888: ‏»تتناول الرواية بعض العائالت،‏ وهناك
شخصيتان رئيستان:‏ رجل وامرأة،‏ تتحلّق حولهما األحجار األخرى.«.‏
وفي رسالة إلى سوفورين كتب يقول في عام 1889: ‏»إنني أكتب هذه
الرواية على شكل قصص منتهية منفردة وشديدة الصلة فيما بينها عبر
مجموعة من المغامرات واألفكار والشخصيات،‏ ولكل قصة عنوانها
الخاص«.لكنه ‏-مع ذلك-‏ لم ينجز هذه الرواية،‏ بل سجَّ‏ لَ‏ موقفاً‏ مثيراً،‏
سيظهر بعدئذ في كتاب ‏»تشيخوف في مذكرات معاصريه«،‏ إذ قال:‏
‏»لم يتقن كتابة الرواية إال النبالء«،‏ الشرط الذي ال يستوفيه هو نفسه،‏
فقد كان جدّ‏ ه ألبيه قنّاً،‏ افتدى نفسه وأوالده عام 1844، أي قبل والدة
تشيخوف بستّ‏ عشرة سنة فقط.‏
وحتى وهو يلفظ أنفاسه األخيرة،‏ كان تشيخوف رقيقاً‏ للغاية،‏ كحاله
طوال حياته.‏ كان يقلقه شيء واحد فقط:‏ أال يزعج أحداً.‏ وحين ساءت
حالته ليلة الثاني من يوليو ‏»تموز«‏ من عام 1904 في منتجع بادن فيلر،‏
طلب استدعاء الطبيب،‏ لكنه تمنّى عدم إيقاظ الصبي لكي يذهب من
11