Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
سَ خالين، 6 أ كتوبر 1890<br />
خالص التحية يا أمي الغالية!<br />
أكتب لك هذه الرسالة -تقريباً- في ليلة مغادرتي روسيا. يومياً نتوقّع<br />
وصول باخرة من أسطول المتطوّ ِ عين، ونتعلَّق بآمال أنها لن تتأخَّ ر عن<br />
العاشر من شهر أكتوبر. أرسل هذه الرسالة إلى اليابان، ومنها سيتمّ<br />
إرسالها إلى شنغهاي أو أميركا.<br />
أعيش اآلن عند محطّ ة كورساكوفو، حيث ال يوجد مكتب تلغراف أو<br />
مكتب بريد، والتي ال تصلها سفن إال مرة كل 14 يوماً. أمس وصلت<br />
باخرة، وأحضرت لي من الشمال رزمة من الرسائل والبرقيات. ومن<br />
الرسائل عرفت أن ماشا معجبة بالكريميا ،Crimea وأعتقد أنها ستُعجب<br />
بالقوقاز أكثر..<br />
ياللغرابة! عندما تكون في سَ خالين، يكون الطقس بارداً وممطراً، بينما<br />
منذ حضوري إلى اليوم كان الطقس دافئاً وجميالً: كان بَرَد طفيف<br />
يتساقط في الصباحات، وهناك ثلج أبيض اللون فوق أحد الجبال، لكن<br />
األرض ال تزال خضراء، واألوراق لم تسقط، وجميع النباتات نضرة،<br />
كما هي الحال في الريف خالل شهر مايو من فصل الصيف. هذه هي<br />
سَ خالين!.<br />
عند منتصف ليل أمس، سمعت هدير الباخرة. وقفز الجميع من مخادعهم<br />
يتصايحون مبتهجين: الباخرة وصلت!. ارتدينا مالبسنا وخرجنا نحمل<br />
المصابيح الغازية ِ متوجّ هين إلى الميناء، حدّ قنا في المدى،<br />
كانت هناك باخرة بالفعل.... وأجمعت غالبية األصوات أنها الباخرة<br />
بطرسبرج، التي سأستقلّها إلى روسيا. غمرتني البهجة. صعدنا على متن<br />
29