BOOK 85-small

تناولت من الخبز!‏ وكم من األفكار دارت بعقلي!،‏ وكم استغرقت في
النوم!.‏ حَ‏ لّ‏ الظالم،‏ ولم يأت أيّ‏ قارب،‏ وتبدى نور الصباح.‏ وأخيراً،‏ عند
التاسعة صباحاً،‏ عاد العمال.‏ حمداً‏ للرب،‏ ها نحن نطفو أخيراً!‏ وكم كان
ذلك جميالً!‏ هدأت الريح،‏ ِ والمجدّ‏ فون بارعون،‏ والجزر جميلة.‏ حاصرت
الفيضانات الرجال والماشية بغتةً،‏ ورأيت الفالحات وهن ِ يجدّ‏ فن في
قوارب للوصول إلى الجزر حيث توجد األبقار لحلبها.‏ واألبقار نحيلة
وكئيبة الهيئة.‏ فلم يكن ثمة عشب لها،‏ بسبب البرودة الشديدة.‏
كان العمال قد جدّ‏ فوا الثني عشر فرستاً.‏ وعند الوصول إلى محطة
دوبروفين،‏ شربت شاياً،‏ ومع الشاي قدّ‏ موا لي ‏-تصوَّري-‏ كعك الوَفل ))) .
وخمّ‏ نت أن ربّة المنزل من المُ‏ بعدين أو زوجة ألحد المُ‏ بعدين.‏ وعند
الوصول إلى المحطّ‏ ة التالية،‏ اشتكى لي رجل دين عجوز بولندي،‏ قدَّ‏ مت
له بعض األنتيبيرين ( )) ، من الفقر،‏ وذكر كونت سابيجا،‏ وهو بولندي
وكان حاجباً‏ بالمحكمة النمساوية،‏ وساعد رفاقه من القرويين،‏ وأنه
وصل مؤخَّ‏ راً،‏ وهو في طريقه إلى سيبريا،‏ وأضاف رجل الدين:‏ ‏»إنه يقيم
بالقرب من المحطّ‏ ة،‏ في مكان ال أعرفه،‏ يا أيتها األم المقدسة،‏ توقّعت
أن يساعدني،‏ كتبت إليه في فيينا،‏ لكنني لم أتلقَّ‏ أيّ‏ رد..«.‏
لماذا لست من البوليس السرّي؟ لو أنا كذلك لكنت سأعيد هذا الرفيق
المسكين إلى وطنه.‏
وفي الرابع عشر من مايو،‏ رفضوا مجدّ‏ داً‏ أن ِ يوفّروا لي الخيول.‏ لقد فاض
نهر ال»توم«.‏ ياله من اضطراب!‏ ال يقتصر األمر على االضطراب،‏ بل
1- :Waffle الوَفل،‏ كعكة تُعد من دقيق وحليب وبيض،‏ وتُشوى في أداة خاصة؛ تُعرف ب»‏
مشواة الوَفل«.‏
2- :Antipyrin األنتيبيرين،‏ مركب أبيض يُستخدم لتسكين األلم.‏
61